كُتّاب الموقع
الإستـــــــراتيـجـيــــّــــة الدفــــــاعيّــــــــــــــة

د. هلا هلال

الإثنين 14 كانون الثاني 2019

مفهوم الإستراتيجية والتخطيط الإستراتيجي:

 


تحدّث الكثيرون عن الإستراتيجية، ونقلتها خطاباتهم وأحاديثهم وكلماتهم، واستخدمت مصطلحات كثيرة منها: الخطة الإستراتيجية، القرار الإستراتيجي، الخيار الإستراتيجي، الرؤية الإستراتيجية، التحالف الإستراتيجي، دون تقدير حقيقي لمضمون المصطلح ومحتواه ومفهومه. وفي بعض المواقع قد تفقد عبارة الإستراتيجية مفهومها الحقيقي. فيما أشار علماء آخرون أن الإستراتيجية هي طريقة منافسة الخصوم المحتملين، وأشاروا بأن الإستراتيجية تستخدم في عدّة أمور منها:


-    العمل الذي تقوم به الإدارة العليا، وهو ذات أهمية عالية.


-    تشير الإستراتيجية للقرارات الرئيسية التي تحقق الأهداف والمهام المطلوبة.


-    تحتوي الإستراتيجية على الأعمال الأساسية والرئيسية التي تحقق توجهات الدولة وبرامجها وقراراتها.


-    الإستراتيجية هي الخطة، والوسيلة التي تمكننا من الإنتقال من مرحلة معينة، أو وضع راهن إلى مرحلة الهدف المطلوب.


وقد تكون الإستراتيجية عينة من القرارات المنفّدة في موقع، أو مؤسسة، أو شركة، أو مجتمع، أو دولة، والتي تحدّد أهدافها وأغراضها، والتي تضع الخطط والسياسات لإنجاز أهداف الجهة أو الهيئة، أو المجتمع والدولة.


وتفسّر الإستراتيجية بالدفاع الإقتصادي والإنتاج والتربية والأهداف العلمية، فالإقتصاد والتربية يخدما الإستراتيجية العسكرية، هناك الإستراتيجية الإقتصادية المنافسة، وتكمن في عملية، مثلاً كإختيار النشاطات المختلفة للوصول إلى مستوى من الخدمات، وفهم الأسواق. وبذلك وجب تحديث مفهوم الإدارة الإستراتيجية والتفكير الإستراتيجي الإقتصادي مثلاً ليخدم المنتجات والسوق، والخدمات، والمواطنين، والمنطقة الداخلية والإقليمية والدولية، بهدف تطوير الدولة والتحكّم بعلاقاتها على مختلف المستويات لدعم سيادة الدولة وتحصينها الشامل المتكامل.


الإستراتيجية هي المرتكز وجسر العبور إلى السيادة، الذي يبدأ عند السياسات والأهداف العامة، والمصالح، والأغراض، ونتائجها تتجلى عند البرامج والأنشطة والقرارات التنفيذية الفعليّة.


فالإستراتيجية، إذن، هي الوسيلة أو الطريقة التي تنتقل عن طريقها من وضع راهن حالي، إلى وضع مأمول، فمهما كان الأمر فإنّ قولنا، خطّة إستراتيجية، أو خيار إستراتيجي، أو قرار إستراتيجي، فإنّه لا بدّ من وجود رؤية وأهداف وغايات نهائية، لتحقيق سيادة الدولة.


الإستراتيجية الدفاعية ومرتكزاتها السياسية:


يؤكد علماء الإجتماع أن أي دولة من حقّها أن تكون بيدها كل القرارات والمبادرات، وأمرة السلاح قاعدة أساسية من قواعد الدستور والقانون، والمبادئ السياسية في علم الإجتماع، لأنّ الدولة لصيقة بالسيادة ولها سلطة المشرع للقوانين، وسلطان القضاء والعدالة، ولها حقّ تقرير الحرب والسلم، وللدولة مفهومها الدستوري بإدارة شؤونها وحماية حدودها بإعتبارها الوحيدة المخوّلة بإتخاذ القرارات بأنواعها على المستوى الداخلي والخارجي. لأنّ السيادة مفهوم وعقيدة ونهج، لا يقبل أيّ مشاركة في ممارسة حقوقها في الداخل أو الخارج الإقليمي والدولي، وفق المصالح الوطنيّة، وتحمّلها المسؤولية والإمساك بقرار الحرب والسلم.


ويطلق علم الإجتماع السياسي على سيادة الدولة المستندة على ركيزة المصلحة العليا لأفراد المجتمع وبلوغ الأهداف الوطنيّة، "بالإنسجام الإجتماعي". لأنّه في أي دولة تكون السلطة خاضعة للقانون والدستور وكل مجالات أنشطتها وأعمالها متوافقة مع القوانين وترتبط بهه إرتباطًا وثيقًا كسلطة منظّمة بإسم الشعب ولحساب المجتمع(1).


إنّ مجمل الركائز القانونيّة والعلميّة، تظهر الحقّ الشرعيّ والمُطلق للدولة في تملُّك السيادة في الداخل والخارج، والإقرار بإستراتيجيّة وطنيّة.


والإستراتيجيّة العليا هي الأداة التنفيذيّة للسياسة الدفاع التي تعتبر مرحلة التنفيذ، وقد تكون سياسيّة وإجتماعيّة ونفسيّة وإقتصاديّة وعسكريّة ودبلوماسيّة، تستخدم لبلوغ الأهداف لأنّه وبمجملها الترجمة العمليّة للسياسة التي تلتزم بها الدولة في مختلف القطاعات ولكل قطاع إستراتيجيّته ومرتكزات عمله وأهدافه في التنمية المستدامة. مثال: للإستراتيجيّة التربويّة والتخطيط التربوي ودوره في تحديد عدد المتخرّجين من كل تخصّص، كأن تكون هناك مثلاً إحصائيّة حول حاجة المناطق منها، بالإضافة إلى ربط التعليم بالسوق المحلّي والعربي والدولي. وكذلك الأمر بالنّسبة لبقيّة القطاعات.


في الإستراتيجيّة الدفاعيّة توظف كل الإستراتيجيّات، وقوى المجتمع الداخليّة والخارجيّة لمساندة الجهد الدفاعي، لأنّ الإستراتيجيّة الدفاعيّة لا تقتصر على القوات المسلّحة وحدها وليست فقط هي العسكري والقتالي، هي تتّسم بشموليتها مختلف مؤسسات الدولة ومواردها في العمل ضمن آليات متنوّعة متكاملة ترتكز على مركزيّة القرار للدفاع ولامركزيّة التنفيذ. لا تدخل التوازنات الطائفية في معادلات الإستراتيجيّة الدفاعيّة لأنّه لا يمكن في لبنان أن تغلب الإستراتيجيّة الدفاعية التعصّب الديني والطائفي وذلك لقوّة ضغط هذه الطوائف وأحزابها على السياسة الدفاعيّة وإستراتيجيّتها.


التّخطيط:


يعتبر التخطيط من المهام الأساسيّة للقيادة السياسية في الدولة وهو المرتكز لحماية الأمن القومي، وقد أصبح التخطيط من ثقافة الدولة وقد تبوّأ المكانة العالية في إتجاه إستخدام قوى الدولة لتحقيق الغايات والأهداف العامة التي تشمل التخطيط السياسي والعسكري. التخطيط هو فهم ودراسة متكاملة لقضية، ومصلحة وخوف الأمن القومي.


مثال: في الولايات المتحدة تقوم القيادة السياسية في تحديد وتخطيط الغايات والأهداف والمصالح منها ما هو سياسي وإقتصادي وأمني وتربوي ويسمى مجلس الأمن القومي تساعده هيئية التخطيط الإستراتيجي في لبنان.


يقوم المجلس الأعلى للدفاع الوطني بعمليات التخطيط الإستراتيجي العسكري لحماية الأمن القومي. يعتبر التخطيط السياسي العسكري أهم عناصر ومكونات التخطيط القومي الشامل في الدولة، لذا وجب:


-    تحديد الهدف السياسي والسياسي العسكري.


-    على ضوء الهدف السياسي العسكري، ترسم السياسة العسكرية بعد دراسة أسسها ومرتكزاتها، تمّ إعدادها من خلال القيادة السياسية العسكرية.


-    يشمل التخطيط:


1.    تحديد الأعداء المحتملون وقدراتهم.


2.    تقييم الموقف الداخلي والدولي وتوازن القوى في الداخل والخارج.


3.    إتجاهات تطور أساليب الصراع المسلّح.


4.    طبيعة مسرح العمليات العسكرية.


5.    تحديد أهداف ومهام الإستراتيجية بالتخطيط العلمي ومواكبة العصر، وبالتفكير المنطقي، ودراسة البدائل والنتائج.


6.    وفي المعايير الإستراتيجية الإرتباط بـ:


‌أ.    وجود تهديدات.


‌ب.    التخطيط للأهداف العليا.


‌ج.    وجود هدف إستراتيجي.


‌د.    المجال العسكري.


‌ه.    تعزيز أهداف القيادة العامة العسكرية بجميع فروعها وتشكيلاتها.


‌و.    تحديد تخصيص المهام للجيوش الميدانية والتشكيلات لتحقيق هذه الأهداف على مستوى القيادات والوحدات والأفراد.


‌ز.    أهمية التخطيط التعبوي لتخدم جميع الأهداف، والغايات، والألوية، وإنتشارها في المناطق.


‌ح.    التخطيط الإستراتيجي للأهداف المباشرة والمرئية والذي يصدر به أمر القتال من القيادة إلى المقاتل على الأرض وتعزيز قنوات الإتصال والسيطرة.


وبالتالي، فإنّ الإستراتيجيّة ترتبط بوجود تهديدات خطرة، فالإستخدام العسكري أو العلوم العسكريّة لا تستخدم إلاّ في حالة وجود تهديدات تجبر القيادات والمجتمعات على تكوين الجيوش وإستخدام تلك العلوم.


وإنّ خلاف ذلك فيكون التخطيط كالمنهج والتخطيط الإداري وبحث لتحقيق الأهداف، لذا، فإنّ الفصل بين التخطيط الإستراتيجي العسكري والمنهج أو البرنامج الإداري الذي يحمل أيضًا أهداف وغايات يجب العمل على تحقيقها وتخدم المجتمع كالتخطيط التربوي بهدف رفع مستوى التعليم. إنّ توافر المعايير سواء على المستوى العسكري والإداري أو العلمي، تساهم في وضوح التخطيط الإستراتيجي والمنهج العلمي والبحثي مثال: وجود تخصصات عسكريّة تخدم الأهداف العسكريّة والأمنيّة، والخطّة الإستراتيجيّة الجديدة للتعليم تشارك فيها فرع وإدارات وتخصصات مختلفة، تعليميّة، صحيّة، أمنيّة، شؤون إجتماعيّة، تخصص إداري، إكتساب خبرات ومهرات علميّة.


مثال آخر، القرارات الإستراتيجية المالية، يستوجب ضخامة الإستثمارات وكمّ الإنتاج، والإعتمادات الماليّة اللازمة لتنفيذها، والإختصاص في إتخاذ القرارات الهامّة.

 


مزايا القرار الإستراتيجي:


المركزيّة في المستويات العليا التي يتم إتخاذها يكون من القيادات العليا، وتكون القرارات طويلة الأمد لتشمل حياة المجتمع. وتكون شاملة تتوافق وتتكامل مع الأهداف، وبالتخطيط. وبالتالي، فإنّ الإستراتيجية العليا هي سياسة حرب، أما الإستراتيجيّة العسكريّة هي فن قيادة الحرب والتخطيط هو فنّ القتال.


عند حصول متغيرات غير محتملة ومفاجئة يمكن إدخال إستراتيجية تتلاءم في تلبية إحتياجات المجتمع على المستوى الأمني والسياسي والإقتصادي، الذي يفهمهم الكياني الجماعي، والإداري، والعسكري التنفيذي. لأنّ أحيانًا يستوجب عنصر المفاجأة المناورة الإستراتيجيّة التي تحدد تتابع العوامل والأوضاع المتعاقبة، وإنّ إستراتيجية المناورة هي العامل الموجّه أحيانًا، والمُعبر عن الصراع بين إرادات الخصوم والأعداء على شكل أفعال وردود أفعال متعاقبة.


وتشرك الإستراتيجية العسكريّة في تحديد وتقرير نمط الصراع والنزاع ونوعيّة التكتيك، هل يكون هجومًا عنيفًا ومباشرًا أو دفاعًا، أو غير مباشر، وإستخدام الوسائل... وفي مثل هذه العوامل والمتغيرات تتحول الإستراتيجيات للدولة من إستراتيجية دفاع إلى إستراتيجية هجوم وهنا تكسب الدولة شرعية الحرب، وتحقق مصالح قوميّة جديدة تكون مصالح إستراتيجيّة، فتستخدم القوات المسلحة كأداة للردع، والردع سياسة معقّدة تعني وجوب السلاح والجيش المجهز. وتتطلب سياسة الردع حيازة الدولة الرادعة إمكانيات كافية من القوة لرد الدولة المهاجمة وصدّ عدوانها ومستوى قدراتها، وبذلك تكون الدولة جاهزة لأنواع الحروب، ومدتها الزمنية وطبعًا تحقيق الأهداف المنشودة دون أن تتحول لحرب إستنزاف. ما يعني فهم طبيعة الحروب وظروفها، وقدرة الدولة على الصمود السياسي والإقتصادي والعسكري، ووعي الشعب في تحمّل آتاد الحرب والوقوف إلى جانب القوات المسلّحة.


إنّ حرب الإستنزاف عادة، قد تكون لديها كثافة سكانيّة تؤهلها لتوفير العدد من المقاتلين. وقد تكون هناك إطماع في دولة ما، ولا يكون لديها كثافة سكانيّة أو إكتفاء ذاتي إقتصادي وعسكري ولكن لديها تصميم على البقاء والدفاع، ولديها قيادة واعية عسكرية حكيمة.


حالة لبنان وأشكال الحرب فيه:

 

أخذت أشكال الحروب التي حصلت ومرّت بتاريخ لبنان، دمّرت وشردت اللبنانيين، وأجهزت على الإقتصاد، والتربية، والإجتماع والسياسة والأمن. كما أنّ هذه الحروب لم تكن وقائية، ولا دفاعيّة بمفهوم السياسة الدفاعية.


في الحرب الوقائية Preventive War يتم تدمير قوّة الخصم وإضعافها، ثم القضاء عليها قبل نموها في مختلف أبعادها، بما يضمن الدولة أن تشنّ حربًا وقائيّة.


حرب الإحباط Pre-emptive وتعني الحرب التي تشنّها دولة ما حين يثبت لها أن خصمها يوشك أن يشن هجومًا ضدها، لأنّها تعتمد على نوايا الخصم، وما إذا كان بالفعل يوشك أن يشنّ هجومًا ضدها، لأنّها تعتمد على نوايا الخصم، وما إذا كان بالفعل يوشك أن يشن هجومًا والدولة التي تشن حرب الإحباط عادة ما تحاول أن تبرر هجومها على أساس أن أمنها في خطر، وإنّ خوضها الحرب أمر لا بدّ منه للحفاظ على الأمن القومي. وتستخدم الدعاية للتأثير على عواطف وسلوك الجماعات والأفراد لتغيّر بعض المعادلات.


بعض مبادئ التخطيط والإستراتيجيات الدفاعية، العامة والعسكريّة:


•    الموقع الجغرافي للدولة:


- موقع الدولة ومحيطها الإقليمي
- الدولة المحيطة من عدو أو خصم أو صديق
- مرونة الإنتقال والحركة
•    واقعية التخطيط:


-    الأهداف والمهام الإستراتيجية
-    الإمكانات والقدرات الحقيقية للدولة والقوات المسلّحة، الجيش خاصة، مستوى التسليح.


-    حجم الإستفادة القصوى من إمكانات الجيش.


•    السرية المطلقة للتخطيط العسكري منعاً لتسربها للعدو.


•    التعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة المعنية.


•    فهم ومراعاة العمليات أو العوامل المؤثرة، وتحليل مستوى التأثير، والمستوى السياسي والإقتصادي والعسكري والإستراتيجي على سير العمل العسكري، آفاق تعديله، وتطوره.


•    الإستفادة من الإنجازات العلمية والتخطيط العلمي، والخبرات والتقنيات التي تساهم في إنجاح العمليات العسكرية.


ومن المعطيات الأساسية للتخطيط الإستراتيجي:


•    السياسية الدفاعية للدولة، وأهمية دور القوات المسلحة المستندة إلى السياسة الدفاعية، لتحقيق وحماية الأمن القومي.


•    السياسة الداخلية للدولة، والموقف السياسي.


•    السياسة الإقليمية في المنطقة ونوعية الدول المحيطة وعلاقة لبنان بها.


•    التعبئة العامة للقوات المسلحة والمجتمع المدني التي تعد جزء من التخطيط الإستراتيجي.


•    إن تحضير السكان للعمل العسكري، وتدريبهم على قتال الإنزالات حيث تقضي الحاجة، يساهم في رفع معنويات الشعب، والقوات المسلحة المقاتلة، لأن فهم السكان وتوعيتهم لوضعية القتال والحماية، والوقاية بنفس، وبـأقل خسائر ممكنة، يرفع معنويات الجنود، ويخفف من عمليات الإرباك الأمني.


ومن أهم عمليات التخطيط الإستراتيجي، هو التخطيط لإستيعاب القوة البشرية:


1.    الإعداد النفسي والمعنوي.


2.    الإعداد البشري للدفاع.


3.    الإستفادة من القادرين على حمل السلاح لتوفير الإحتياطي المُدرّب.


إن حالة لبنان الأمنية المستمرة خاصة الحرب الأهلية وما سبقها وتلاها، في الجنوب والشمال، وما حصل في بيروت والجبل، والداخل اللبناني، عمليات الإغتيال الإرهاب، بأنواعه، والغارات اليومية الإسرائيلية، كل ذلك يستلزم تفعيل دور الشعب ومساندته للقوات المسلحة.


هذا بالإضافة إلى الدفاع المدني الذي يعتبر جزءًا من عمل وزارة الداخلية في لبنان، والذي يعمل في حالات الطوارئ وبالتنسيق مع الجيش، والصليب الأحمر اللبناني، وبعض الهيئات المدنية التي يجب أن تسند القوات المسلحة وتقوم بتنفيذ بعض المهام بعد التدريب والتأهيل، كأن تقوم بحماية مؤسسات الدولة ومرافقها والدفاع عنها، خاصة في المناطق الحدودية المتاخمة لإسرائيل، والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية الملونة بالطوائف والأحزاب، وتعمل هذه المجموعات تحت لواء الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي حسب الأوضاع والمهمات المطلوب تنفيذها، وبالتالي يختار الجيش والقوى الأمنية نوعية المهام التي تخدم الأهداف الأمنية، والإقتصادية.


تـعـــــريـــــــــف الإســــــــتــراتيــــــجـيــة العســـــــــــكريــة
تعريفهــــــا، مهامهــــــا، مادتهــــــــا، مجال نشاطهـــــــا
تعريف الإستراتيجية العسكرية
:

 

هي أعلى درجات ومجال فن الحروب، "الفن السياسي، الفن العسكري". تدرّس الإستراتيجية طبيعة وموقع، وتخطيط، وإعداد، وإدارة الصراع المسلح، والأزمات الأمنية. وهي أسلوب وطريقة نظرية علمية وعملية تبحث في إعداد كيفية إستخدام القوات المسلحة في الحرب، بإطار أسس ومرتكزات السياسة العسكرية. وتشمل نشاط وقدرة وحكمة القيادة العسكرية العليا، بهدف تحقيق المهام الإستراتيجية وإدارة الصراع المسلح لهزيمة العدو.


الإستراتيجية العسكرية هي منظومة من المعارف العلمية والتكنولوجية حول طبيعة وشكل ونظم الحروب الحديثة، وهي الطرق والوسائل التقنية العسكرية الكفيلة بمنع وقوعها. وهي أيضًا القوانين والمبادئ والأشكال للأعمال الإستراتيجية العسكرية، يوازي ذلك تحضير الدولة والقوات المسلحة وقياداتها ونشاطها العسكري للدولة، الأمر الذي يقتضي وجود إيديولوجية علمية موحدة على قاعدة العقيدة والإستراتيجية العسكرية.


ما هي المهام الإستراتيجية العسكرية؟


المهمة الإستراتيجية للعمليات العسكرية هي إنزال خسائر ينتج عنها تغيير حاد في الموقف الإستراتيجي العسكري في منطقة العمليات العسكرية لتحقيق الهدف الإستراتيجي لتطوير نجاح العمليات.


ما هو التخطيط الإستراتيجي لتطوير نجاح العمليات؟


يعتبر التخطيط الإستراتيجي لإستخدام القوات المسلحة من المهام الرئيسية التي تحمي الأمن القومي والسلم الأهلي، ومظلتها الإستراتيجية العسكرية. وينحصر التخطيط الإستراتيجي لإستخدام القوات المسلحة في تحديد المهام والأهداف، وتسلسل تنفيذها، القوى والوسائل والأدوات اللازمة، والإنتشار الإستراتيجي لتحضير المواقع البريّة في الدولة للحرب وتنظيم الإمدادات اللازمة.


المجلس الأعلى للدفاع الوطني والقوات المسلحة:

 

يقوم المجلس الأعلى للدفاع الوطني القيادة العسكرية التي تقوم بدورها بطبيعة السياسة الأمنية، والمتغيرات الأمنية الطارئة والمستجدة، ودراسة طبيعة الصراع المسلح الحالي والمقبل المتوقع وفن إدارته، بإعتبارها الهيئة المسؤولة عن كافة الأجهزة الأمنية العسكرية. المشكلة من القائد العام للقوات المسلحة، قائد الجيش، رئيس الأركان، قادة الوحدات البرية والبحرية والجوية، الدفاع الجوي، رئيس هيئة العمليات، رئيس جهاز المخابرات...


ما هي مهام المجلس الأعلى للدفاع الوطني والقوات المسلحة؟


للمجلس الأعلى للدفاع الوطني والقوات المسلحة، أهداف واسعة في السياسة الدفاعية، والعسكرية، لذا فهو:


-    يحدد الأهداف الإستراتيجية العسكرية التي تخدم الهدف السياسي العسكري.


-    تخطيط ورسم الإستراتيجية العسكرية بكامل التكتيك المطلوب، والذي يحقق الأهداف.


-    يحدد المجلس المهام العامة والخاصة للقوات المسلحة بمختلف أنواع مهامها في إطار الإستراتيجية العسكرية.


-    مراقبة تنفيذ المهمات والتوجيهات التي أقرّها المجلس والقيادة السياسية المرسومة والمخطط لها.


-    تقديم مقترحات تطوير العمل السياسي والعسكري من خلال الدروس المستفادة، عند التنفيذ الفعلي من الوحدات المكلفة قيادة وضباط وعناصر، للمناقشة والمداولة من قبل المجلس الأعلى للدفاع الوطني والقوات المسلحة، وبحضور الرئيس الأعلى للقوات المسلحة، والتي تقع على عاتقهم جميعاً مسؤولية التخطيط الإستراتيجي.


هيئة التخطيط الإستراتيجي لعمليات القوات المسلحة:


-    إعداد مقترحات بالأهداف والمصالح الإستراتيجية التي تخدم القوات المسلحة، والسياسة الدفاعية.


-    دراسة وإعداد مواقع ومسرح الدولة والقوات المسلحة للحرب.


-    دراسة كمية ونوعية الأسلحة المطلوب إستخدامها وشراء كميات وأنواع والمعدات مطلوبة...


-    دراسة تطوير التصنيع الحربي لخدمة القوات المسلحة بإطار السياسة العسكرية العامة.


-    إعداد التقديرات للمتغيرات والطوارئ الأمنية أثناء السلم والحرب، والتصورات الفعلية.


-    التحليل والتقديرات للموقف السياسي، والسياسي العسكري داخل الدولة، وفي ساحة القتال.


الإســـــــــتراتيــجـــيـــــة الـــــــدفـــاعيــــة


الإستراتيجية هي علم التخطيط، وفن العمليات العسكرية قبل نشوب الحرب، ومهارة قيادة العمليات عقب نشوبها مصدر المصطلح عسكري قديم.


تعني الإستراتيجية العسكرية فن القيادة والتخطيط العالي المستوى. تتضمن التكتيك والعمليات. كما تعني مناورة الوحدات العسكرية للوصول إلى موقع المعارك قبل مباغته ووصول العدو. وتعني إنتشار الوحدات، وتخطيط وإعداد وإدارة الصراع المسلح. وهي أسلوب علمي لإعداد القوات المسلحة للدولة، عند حصول المعارك ندخل في مفهوم التكتيك العسكري الإستراتيجي. وفي توظيف وتوزيع والإمكانات والقدرات والوسائل العسكرية لتحقيق الأهداف من الحرب، التي قد رسمت للتوافق بين الإمكانات والأهداف.


يعود مصطلح الإستراتيجية إلى أصول إغريقية قديمة، ويعني strato الجيش أو الوحدات العسكرية، ومنها إنشقت الكلمة اليونانية strategos أي قائد جيش، وتعني عبارة stratos باليونانية جيش. شرح قائد عسكري صيني(1) الإستراتيجية العسكرية بأنها تحقيق الغاية السياسية من الحرب مع فرض السلام دون اللجوء إلى خوض الحرب الطويلة ذات الكلفة البشرية والمادية. لذا، فإن إخضاع العدو وتراجمه دون قتال طويل هو قمّة المهارة في التخطيط العسكري.


يضيف القائد الصيني موجّهاً عمق وأهمية الإستراتيجية العسكرية، إكتشف إستراتيجية الهجوم غير المباشر ومن حرب العصابات، ركّز على دور الخدعة في الهجوم، مع أهميّة المناورة. وشدد على وجوب الإستيلاء على المدن دون تلطيخ الحراب بالدماء. وعبر "سان تزو" عن جوهر عقيدته بالإستراتيجية بالأقوال التالية(2):


‌أ.    الحرب هي فن الخداع.
‌ب.    على الجنرال المتبصر أن يتغذى بالمعلومات عن العدو.
‌ج.    الإستراتيجي الجيّد يخضع العدو بدون قتال.
‌د.    يجب التلاعب بالعدو وعدم السماح له بالتلاعب بنا.
‌ه.    يجب أن نكون سريعين كالهواء، مدمرين كالنار، سريين كالظل، مباغتين كوقع الصاعقة(1).

 

فيجاس الروماني، شملت كتاباته نظريات استنتاجية في ميادين الإستراتيجية والتكتيكية، واللوجستية، والتنظيم للجيوش الرومانية على صعيد المستويات العليا. وأشار لأهمية الإستراتيجية في إعداد المعارك وتزايد فعاليتها مع الحرب النفسية وأهمية المفاجآت في تحقيق النصر(2).


ميكافيلي (1469-1527)
 

إيطالي، عاش في القرن الخامس عشر، كتب عن أهمية الدر العسكري ضمن النظام السياسي، وشرح في كتابه "الأمير"، دور القوة العسكرية في الحفاظ على السلطة، وأرشد الحاكم بأن يكون فن الحرب شغله المتواصل. وقال: "إن الغاية تبرر الوسيلة"، وعلى القائد أن يولي إهتمامه في إستخدام وسائل الخدعة، والتضليل لهدم معنويات العدو، وأضاف: إن إنتصار القائد في معركة يمحو عنه كل الهفوات والأخطاء المرتكبة سابقًا.


إن الهدف الرئيسي للحرب(3) هو إخضاع العدو لإرادتنا كلياً. وفي أقوال لمفكرين آخرين منهم "فريدريك الكبير، نابليون"، لأنّ الإستراتيجية فن الحرب:


-    على القائد أن يختار طريقة قتاله ليس وفق آراء وإرادة الآخرين.


-    أهمية مبدأ الإقتصاد بالقوة في مختلف الأوجه، السريّة والسرعة، وحشد القوة، والإقتراب غير المباشر.


-    الجيش جيش الوطن والدولة وليس جيش مرتزقة، فهو يضم مجمل المواطنين، لأن حروب تحولن بين الشعوب والأمم.


-    تحولت إستراتيجية الحصار البطيء إلى إستراتيجية الهجومية المتحركة.


كلاوز فيتز(4) يعتبر كتابه عن الحرب دستور الإستراتيجية، وقد أبرز فيه:


-    العلاقة بين القيادة السياسية والعسكرية.

 
-    إنّ أول قاعدة للحرب تكمن في إتخاذ القرار لخوض المعارك بغية تدمير العدو وتحقيق التفوق في المكان الحاسم.


-    أثبت أن الحرب هي تطور إجتماعي، وعمل سياسي ووسيلة سياسية، لأنها استمرار للسياسة بوسائل أخرى.


وقال في الحرب والإستراتيجية والسياسة:


-    إنّ الإستراتيجية العسكرية هي إستخدام الإشتباك كوسيلة للوصول إلى هدف الحرب.


-    وبقدر ما تكون السياسة قادرة وواسعة، فالحرب ستكون كذلك(1). فالحرب عمل عنف دُفع به لأقصى الحدود.














الإســتــــــــــراتــيــجــــيـــــــــــة
نشأة الإستراتيجية:
واكبت الحروب مسيرة الإنسان على الأرض. وباتت واحدة من الظواهر الحتمية في حياته كما كانت ولا تزال معلماً بارزاً في التاريخ البشري اليوم. فقد ازدادت تقنيّة الصراع العسكري من السلاح والذخائر وطرق القتل والتدمير.
ومن الجنرالات الذين بحثوا في الإستراتيجية:
انطوان جوميني (1779-1869) جنرال سويسري عمل في أركان نابليون بونابرت، وقد ركّز على النواحي التطبيقيّة من الحرب وأصبح أكبر مؤيّد لأساليب نابليون التي اتبعها في حروبه من خلال كتابه "دقّة فن الحرب". وقال:
‌أ.    في مسرح الحرب، يجب احتلال أراضي العدو بدلاً من إبادة قواته المسلحة ويتحقق هذا الإحتلال بالسيطرة التدريجية على الأرض والإختيار السليم لخطوط المناورة الحاسمة.
‌ب.    أظهر أن دور الإستراتيجية هو تحضير الخطط الأولية لإنشاء محاور العمليات، ودفع الوسائل العسكرية الملائمة مع الحقائق الجغرافية لمنطقة العمليات.
‌ج.    تلزم تحضير الخطط جمع المعلومات، وقد أصبح تفكيره الإستراتيجي مرجعاً لهيئات الأركان والمدارس العسكرية في أوروبا بأكملها.
في القرن التاسع عشر، شهدت هذه الحقبة تطوراً تكنولوجياً أدى إلى التطور الصناعي إلى إكتشاف أسلحة جديدة استعملت خلال الحروب. واستثمر المجال الجوي والبحري والبري بفضل المفكرين أمثال:
1.    ماهان (1840-1914)، جنرال أميركي، أعطى أهمية كبرى للمواقع الجغرافية، وتوافق العمل الإستراتيجي مع الزمن والإحتياجات، وان بالإمكان مجابهة التوسع البري والروسي بواسطة قوة محمولة وتطبيق سياسة الإستراتيجية الإحتوائية، ركز في أبحاثه الإستراتيجية على أهمية القوة البحرية وعلاقتها بالأسس الإقتصادية سياسة الدول.
2.    ليدل هارث، باحث بريطاني، استخلص من خلال دراساته للتاريخ العسكري نظريته المعروفة بالإقتراب غير المباشر، وشدد في كتابه "آراء حول الحرب"، على:
-    ان الحروب الحاسمة تقتضي تصديع دفاعات العدو، وافقاده توازنه النفساني، قبل الإجهاز عليه لتحقيق النصر، وذلك من خلال نظرية الإقتراب غير المباشر.
-    الديناميكية والحركية أشد فعالية من الحشد.
-    الإستراتيجية هي فن توزيع واستخدام مختلف الوسائط العسكرية لتحقيق هدف السياسة.
3.    ريمون آرون (1905-1985)، مفكر فرنسي واستراتيجي معاصر(1)، بدأ عام 1945 بتركيز أبحاثه على إعادة النظر في مفهوم الجيوبوليتيك من خلال ظواهر جديدة هي الأنظمة السياسية والمواجهات العقائدية ضمن إطار التقدم التقني والواقع النووي، واظهر في كتابه المجتمع الصناعي، السلم والحرب بين الأمم عام 1962.
-    إن مفاهيم الردع والهدم والإقناع هي العناصر الأساسية للدبلوماسية الإستراتيجية في عصرنا الحاضر.
-    أظهر في كتابه "النقاش الكبير"، كيف يمكن استخدام الأسلحة النووية بالطرق الدبلوماسية تجنباً لإستعمالها فعلياً، وبالتالي تدمير الإنسانية بعد أن إنتقد الولايات المتحدة الأميركية، وطالب بإستقلالية القرار الأوروبي. ى
-    عرّف الإستراتيجية على أنها "قيادة مجمل العمليات العسكرية"، أما الدبلوماسية فهي توجيه العلاقات مع الدول الأخرى على أن تكون الإستراتيجية والدبلوماسية تابعتين للسياسة(2).








أوجـــــــــــــه ومســــتــويــــــــات الإســـــــــتراتـــيجـــــيــة
تعددت أوجه ومستويات الإستراتيجية، وتطورت بعد الحرب العالمية الثانية، وأخذت طابعاً شاملاً يغطي مختلف مظاهر العمل الحكومي، السياسي، الدبلوماسي، والثقافي، والمالي، والإقتصادي، بهدف تحقيق المشروع السياسي(1).
الإستراتيجية العامة تكون شاملة، كاملة، عليا، كبرى، والإستراتيجية العسكرية هي إحدى مظاهر الإستراتيجية العامة ويتضمنها العمل العسكري الذي يتجزأ إلى:
‌أ.    الإستراتيجية العملياتية: وهي فن تصور القوى والتخطيط لها، وأهمية القيادة في مسرح العمليات، بما يكفل تحقيق الأهداف التي تضعها الإستراتيجية العسكرية العامة، والقيادة العسكرية المتخصصة في سير العمليات، وتنظيم مهام القوى وتزويدها بالوسائل والأدوات المطلوبة(2). يقوم قائد الجيش أو رئيس الأركان، والمجلس الأعلى للدفاع الوطني.
‌ب.    الإستراتيجية التكتيك: فن تنسيق القتال بين استخدام الوسائل للوصول إلى الأهداف من قبل الإستراتيجية العملياتية المتعلقة بالتدابير التكتيكية بقيادة وحدات الجيش. وبين أجهزة القوات المسلحة المختصة والمشتركة في العمليات.
‌ج.    الإستراتيجية العسكرية قواعد ومرتكزات: قد تختلف الإستراتجية العليا في بعض جوانبها وتوجهاتها وفقاً لإختلاف قواعد ومرتكزات النظام والسلطة القائمة، من حيث مستواها الدفاعي، السياسي، والعسكري، ومن حيث مداها ووسائلها. وتتولى قيادة الإستراتيجية العسكرية للصراع المسلح، وتوزيع واستخدام الإمكانات العسكرية لتحقيق هدف الإستراتيجية العليا معتمدة في ذلك على التقدير السليم والمواءمة الناجمة بين الوسائل والإمكانات وبين الأهداف.
إذن، الإستراتيجية العليا هي التي تقدر وتحشد وتقوي وتوظف كافة الإمكانات والطاقات البشرية والإقتصادية والعسكرية. كما تعدد نوع المتوازرة من قوى الضغط والتأثير على معنويات الخصم أو العدو، وإرادته لإجباره على التسليم والخضوع، وبالتالي تحقيق السياسة التي تحدد كافة المهام والأدوار لمختلف الخطط العامة من سياسية وإقتصادية وتربوية وإجتماعية ودبلوماسية وعسكرية، وبتوافق وإنسجام، وبذلك تتولى الإستراتيجية العليا كافة مراحل الأزمات والنزاعات والصراعات السابقة والمواكبة اللاحقة للحرب بين مختلف وسائل وطرق وأسلحة الصراع وتنظيم إستخدامها وتوجهها، وإقامة سلام يعقب مراحل الصراع لينفي كل المؤثرات وإزالة آثارها.
فالإستراتيجية العسكرية تتضمن مبادئ وقواعد تسمح وتساعد في توجيه الفكر المؤدي إلى أهمية إختيار الحلول، كما تؤمن ثباتاً لمواجهة المتغيرات المحتملة للأساليب المستخدمة من العدو. تبقى القواعد والمرتكزات والمبادئ التي قد تختلف بأنواعها، هي العامل الثابت لأسلوب التفكير الإستراتيجي الذي تطوره التطبيقات العملية.
يقول كلاوزفيتز ان هناك ضرورة في اتباع ثلاثة مبادئ أو قواعد أساسية هي:
1.    تجميع القوي.
2.    عمل القوي ضد القوي.
3.    الحل الحاسم عن طريق المعركة في الحقل الرئيسي على قدر الإمكان، وبأسلوب المعركة الدفاعية الهجومية.
وتقع هذه المبادئ في مستوى الإستراتيجية العامة، وإستراتيجية العمليات العسكرية(1). يُقدم ليدل هارت مجموعة مبادئ إيجابية، وسلبية نختصرها بأربعة:
-    إجبار الخصم على بعثرة قواته بواسطة التقرب غير المباشر.
-    المفاجأة بالقيام بعمل غير متوقع.
-    عمل القوي ضد الضعيف.
-    البحث عن الحل الحاسم في حقول العمليات الثانوية إن أمكن.
يحدد ماوتسي تونج ستة مبادئ هي:
‌أ.    الإنسحاب أمام تقدم العدو بإنسحابات متجهة نحو المركز.
‌ب.    التقدم أمام العدو المتراجع.
‌ج.    إستراتيجية واحدة ضد خمسة.
‌د.    تكتيك خمسة ضد واحد.
‌ه.    التموين من تموينات العدو نفسه.
‌و.    ضرورة تلاحم تام بين الجيش والشعب(1).
وتتلخص المدرسة الإستراتيجية الأميركية الحديثة في مبدأين: ردع متدرج ورد مدن متلائم مع العمليات العسكرية وموقع الحرب والمساحات التي قد يشملها إتساع نطاق المعارك. ويكون الرد المرن إذا رأى الخبراء العسكريون إحتمال فشل إستراتيجية الرد الشامل، لأنه يُعرّض الخصمين لإنتحار متبادل، وهذا يعني توسيع النزاع ومهاجمة الخصم بمثل القوة التي يستخدمها. أما مبدأ ماهان فيقول: إنّ السيطرة البحرية مرحلة هامة للوصول إلى نتائج حاسمة وعارضه ماكيندر قائلاً: أن تفوق السيطرة البرية مرحلة هامة للوصول إلى نتائج حاسمة، فقال دوهي: أنّ السيطرة الجويّة قد تمكّن القوات من الحل الحاسم(2).
وتبلغ نفقات الدفاع في الولايات المتحدة أكثر من 87% من الإنتاج الوطني، وذلك لمواجهة متطلبات الأمن والدفاع. تقوم أميركا بتدعيم وتسليح القوات الموالية لما يسمى بالمعسكر الغربي في بعض دول آسيا وأوروبا. وتهتم بمشكلات الدفاع السلبي والاحلاف العسكري. وتهدف سياسة الردع الأميركية، إلى منع أي قوة معادية من إتخاذ قرار إستخدام أسلحتها أو منعها من الإقدام على فعل أو رد فعل إزاء موقف ما.
لا تستخدم سياسة الردع أسلحتها، ويمكن سر هذا إجراء عملية المقارنة بين المخاطر المتوقعة والمصلحة الوطنية، وبالتالي تصبح سياسة الردع العمود الفقري للصراع والنزاع، وتعتبر سياسة الردع الأداة الرئيسية لممارسة الدبلوماسية في السياسة الإقليمية والدولية. من هذا المنظار بنيت سياسة الردع الأميركية والتي إعتمدت على القوة الضاربة للقيادة الإستراتيجية وإمتلاك المبادلة في السياسة الخارجية.
متطلبات ومرتكزات سياسة الردع الفعّال:
‌أ.    إمتلاك قوة عسكرية ضخمة كافية للتهديد بالضرب والإنتقام.
‌ب.    إحساس الطرف المهدّد بصرف نوايا وفعل المهدّد.
‌ج.    القدرات والإمكانات الظاهرة لإحداث النوايا وتصديقها.
‌د.    إحاطة سياسة الردع بجو من القابلية للتصريف.
‌ه.    بروز مجال