كُتّاب الموقع
لماذا يتوقع نشوب حرب كبرى في 2019؟

كيوبوست

الخميس 20 أيلول 2018

لا تتوقف تصريحات كبار القادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي عما يصفونها بالحرب الكبرى في الشرق الأوسط. ظهر هذا المصطلح خلال السنوات الأخيرة على ضوء التغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة برمتها، وتعزز خلال آخر سنتين بعد أن استقرت الجبهات المحاذية لحدود دولة الاحتلال.

ويضع خبراء إسرائيليون سيناريوهات عدة لهذه الحرب الكبرى التي يتوقع نشوبها في عام 2019.

السيناريو الأول

في تقرير أعده الضابط في الجيش الإسرائيلي نداف بن حور، والخبير في الشؤون العسكرية مايكل آيزنشتات، جاء أن التوقع يشير إلى نشوب حرب وصفت بالكبرى في الشرق الأوسط أطرافها الرئيسة: إسرائيل وإيران وحزب الله.

بالنسبة لتل أبيب، الحرب قادمة، لكن ما هو سيناريو شرارة تلك الحرب؟ في السيناريو الأول يقول الخبيران إن “جهودًا يبذلها حزب الله وسوريا -بمساعدة إيران- لإنتاج صواريخ عالية الدقة في لبنان وسوريا، يمكن أن تشلّ البنية التحتية الحيوية لإسرائيل وتجعل الحياة فيها غير محتملة”، قد تدفع بتصعيد التوتر وصولًا إلى الحرب.

“نفذت إسرائيل منذ عام 2013 أكثر من 130 ضربة في سوريا ضد شحنات من الأسلحة الموجهة لحزب الله، وتوسعت الضربات منذ أواخر عام 2017 لتشمل “المنشآت العسكرية الإيرانية في سوريا، يقول الخبيران.

لكن الحرب وفق الرؤية الإسرائيلية يمكن أن تنتج عن “تصعيد غير مقصود”، في أعقاب إجراء إيراني آخر ضد إسرائيل من سوريا، أو في أعقاب ضربة إسرائيلية في لبنان أو سوريا (على سبيل المثال، ضد منشآت إنتاج الصواريخ). ويمكن أن تبدأ نتيجة لضربة أمريكية أو إسرائيلية على برنامج إيران النووي”.

وأحد سيناريوهات الحرب يتمثل بمواجهة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، يشارك فيها الإيرانيون ومقاتلون أجانب.

سيناريو ثاني

رغم أن الاتفاق الروسي الإسرائيلي الذي أعاد الجيش السوري إلى الحدود في الجولان، دفع بانسحاب القوات الإيرانية من تلك الحدود، إلا أن المخاوف الإسرائيلية من المواجهة في سوريا قائمة.

ففي توقع بداية الحرب، يضع الخبيران سيناريو آخر يتمثل في حرب تنشب على الأراضي السورية، بين القوات الإسرائيلية من جهة، والقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لطهران وربما عناصر من الجيش السوري، من جهة أخرى.

لعل ما يغذي هذا السيناريو، هو استمرار التواجد الإيراني في سوريا، في حين يواصل قادة “إسرائيل” الوعيد بمواصلة استهداف هذا التواجد.

بداية العام الجاري، كادت أن تندلع الحرب على إثر إسقاط طائرة إف 16 إسرائيلية كانت تغير على أهداف في سوريا. استمرار التواجد الإيراني قد يرجح تكرار مثل هذه الحادثة.

 

سيناريو ثالث

احتمالات الحرب كافة مرجحة وفق الرؤية الإسرائيلية، يتمثل آخرها بحرب على جبهتين “في لبنان وسوريا بين القوات الإسرائيلية والقوات الإيرانية”، وجماعات مسلحة موالية لإيران.

طالما أن خيار تعايش الاحتلال مع ما يعتبره تهديدًا قريبًا منه، أمر مستبعد، فإن الحرب مع حزب الله هي فقط مسألة وقت، وإن استمر الهدوء لسنوات أخرى. لكن أية حرب قادمة قد تندلع في الغالب في جبهتي سوريا ولبنان، بحكم تواجد قوات إيرانية داخلهما.

وتوقع الخبراء أن يحاول “خصوم إسرائيل” في مثل هذا السيناريو “استخدام القوات البرية للتسلل داخل الخطوط الإسرائيلية، والاستيلاء على بعض المستوطنات الإسرائيلية، والمواقع العسكرية الصغيرة. ومن المرجح أن يستخدموا أيضًا الحرب الإلكترونية دعمًا للعمليات العسكرية التقليدية (على سبيل المثال، لتعطيل الدفاعات الإسرائيلية الصاروخية)، وربما ضد البنى التحتية الحيوية، لتحقيق تأثيرات إستراتيجية”.

 

تهديد لا يتوقف

استحوذت الحرب في سوريا خلال آخر السنوات على الحيّز الأكبر من خطابات زعيم حزب الله حسن نصر الله، حتى أنه في غالبها لم يأتِ على ذكر إسرائيل. لكن تراجع حدة الحرب وحسمها لصالح الحليف متمثلًا بالجيش السوري خلال العام الأخير، دفع بعودة التهديد والوعيد لإسرائيل.

وألقى نصر الله مؤخرًا خطابًا أثار غضب إسرائيل بمناسبة مرور 12 عامًا على الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان، التي بدأت في الثاني عشر من يوليو/تموز 2006.

وقال الأمين العام لحزب الله إن “حزبه والمقاومة اليوم أقوى من الجيش الإسرائيلي”.

اقرأ أيضًا: ما التغييرات التي طرأت على الموساد الإسرائيلي في السنوات الأخيرة؟

وأثار هذا التصريح اهتمامًا واسعًا في الإعلام العبري. صحيفة “معاريف” كتبت: “زعيم حزب الله حسن نصر الله في خطاب له أمام مؤيديه في بيروت: حزب الله أقوى من أي وقت مضى”.

“لن تكون الحرب القادمة على الجبهة الشمالية لإسرائيل، سواء بدأت في لبنان أو سوريا، مجرد تكرار أوسع وأكثر تدميرًا لـ”حرب لبنان الثانية” عام 2006؛ إذ تضمن التطورات التي حدثت منذ ذلك الحين أن مثل هذه الحرب ستشمل على الأرجح العديد من الجهات الفاعلة، ومسرح عمليات أكبر، وتحديات غير مسبوقة لإدارة التصعيد، وخوض الحرب وإنهائها، وإمكانية اندلاع حرب إقليمية مستعرة”، ختم الخبيران تقريرهما.




المصدر: كيوبوست