كُتّاب الموقع
الضغط العربي والوعد السري: هذا ما فعله الفلسطينيون في الباراغواي

إيليؤور ليفي وإيتامار آيخنر

الجمعة 7 أيلول 2018

 
الفلسطينيون كللوا إعلان الباراغواي إعادة السفارة في إسرائيل من القدس إلى تل أبيب كنجاح. وكجزء من الاحتفال، كشفوا عن الجهود التي قاموا بها من وراء الكواليس للدفع نحو القرار. ويقدّرون في إسرائيل أن القرار انطوى على ضغوطٍ عربية ووعد باستثمارات واسعة في البلاد.

منذ حوالي أسبوعين، وصل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إلى الباراغواي في زيارة رسمية كل الغاية منها إقناع قيادة البارغواي بإعادة السفارة من القدس إلى تل أبيب، مستفيداً من تغيير الحكومة في البلاد.

ويزعم المالكي أنه حصل بالفعل خلال زيارته على وعد رسمي من الرئيس الجديد ماريو أبدو بنتيس ووزير الخارجية الجديد لويس ألبرتو كاستيغليوني بأن هذه الخطوة ستجري بهدوء في أوائل أيلول/ سبتمبر.

وزير الخارجية الفلسطيني عاد مع البشرى السارة إلى رام الله وأطلع عباس على الوعد الذي حصل عليه، مؤكداً أن الأمر يجب أن يبقى سراً حتى تعلن الباراغواي علناً عن عودة السفارة إلى تل أبيب.

بعد الإعلان الرسمي، أصدر المالكي بياناً شكر فيه الباراغواي على خطوتها والتزامها بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي. وشدد على أن عودة السفارة إلى تل أبيب هي في مصلحة الباراغواي، التي توفّر لها الحفاظ على علاقات طبيعية مع الدول العربية. وكتبت وزارة الخارجية الفلسطينية في البيان: "نجاح دبلوماسي".

قرار الباراغواي أثار الكثير من الغضب في إسرائيل. رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات لموظفي الوزارة بإغلاق السفارة في الباراغواي وإعادة السفير الإسرائيلي للتشاور. وكتب نتنياهو على تويتر: "اسرائيل تنظر بخطورة كبيرة إلى القرار الشاذ للباراغواي والذي سيكدّر العلاقات بين البلدين".

وزير خارجية الباراغواي قال ليل أمس الأربعاء في بيان حول عودة السفارة إلى تل أبيب: "الباراغواي تريد المساهمة في تكثيف الجهود الدبلوماسية الإقليمية لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".

ويقدّرون في إسرائيل أن ضغطاً عربياً مكثفاً، وربما أموال عربية ووعد بالاستثمار، كان وراء تراجع الباراغواي.

القرار الإسرائيلي بإغلاق السفارة في الباراغواي ليس مفاجئاً، حيث أن نتنياهو قرر في المقام الأول إعادة فتح السفارة في أسونسيون في سنة 2015، خلافاً للموقف المهني لوزارة الخارجية.

الباراغواي لا تعتبر دولة مهمة، ومن دفع من أجل فتح السفارة هناك كان المقرب من نتنياهو يحيئيل لايتر، الذي كان أيضاً رئيس حملة رئيس البارغواي السابق هوراسيو كرتس ثم مستشاره الاستراتيجي لعدة سنوات.

الآن تبقى إسرائيل مع سفارتين فقط في العاصمة - الولايات المتحدة وغواتيمالا. ربما يستطيعون في القدس أن يعزّوا أنفسهم بقرار بلغاريا فتح قنصلية فخرية في المدينة.



المصدر: الميادين