كُتّاب الموقع
بنود قانون القومية اليهودية تشمل السعودية ودولاً عربية

صلاح الداودي

الثلاثاء 31 تموز 2018

قانون يهودية الدولة هو الأساس القانوني لصفقة القرن والقاعدة التشريعية الشاملة لحق التطبيع كما يراه الإسرائيليون من المطبعين في كل مكان. وربطاً بذلك نفهم مطالبة وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت سكان قطاع غزّة بالاعتراف بـ"دولة إسرائيل" مقابل تحسين ظروف حياتهم المعيشية.

ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية صباح 25 تموز/ يوليو 2018 أن الولايات المتحدة الأميركية تؤيِّد ما يُسمَّى قانون القومية الذي أقرَّه كيان العدو الإسرائيلي مؤخّراً مؤكّدة مزاعمها كون إسرائيل "دولة" مُساواة بين كل مواطنيها. فيما أكّدت القناة السابعة وصول 232 مُهاجِراً يهودياً جديداً من الولايات المتحدة. هذا هو ما تعنية قولاً وفعلاً يهوديّة الدولة باعتبار أن الكيان هو تجمّع عالمي لشتاتِ اليهودِ في فلسطين باعتبارها أرض ميعادٍ لشعبٍ بلا أرض وباعتبارها وطناً قومياً لليهود كما تقول الأساطير الصهيونية.

هذا واضحٌ جداً في بنود القانون الجديد. فالبندُ الخامس ينصّ على حق العودة لكل يهودي في الهجرة إلى إسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية "في إطار القانون". وفي البند السادس نصّ على تجميع الشتات والمستوطنات اليهودية على أن "تعمل الدولة على تجميع شتات اليهود في الخارج وتعزيز المُستوطنات الإسرائيلية في أراضيها وتوفير الموارِد لذلك".

من الزاوية المقابلة بدأ الحديث عن التطبيع على أنه صهيوني خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يسيطر عليها الكيان، والاعتراف به وبالكيان كدولة أمّة قومية يهوديّة هذه المرة، أي كتنظيم صهيوني عسكري - أمني وهويّاتي- لغوي وتاريخي- مستقبلي ودولتي- دولي وسياسي- دبلوماسي وقطري- قومي ...الخ، يحق له الامتداد في المنطقة العربية والإسلامية كحركة قومية صهيونية كما كان واشتغل دوما.
البند السابع ينصّ على التواصل مع الشعب اليهودي في الشتات "تعمل الدولة بقوّة على تعزيز أواصر الصلة بين إسرائيل واليهود في الشتات وتُساعد الدولة اليهود الذين يعانون المحن أو الأسْر في أنحاء العالم.

كل ذلك بَيّنٌ أيضاً في القانون الجديد وقد رفع وهم الخداع نهائياً عن المطبّعين المتذاكين قولاً واحداً. بمعنى أنه لا يمكن البتّة الفصل بين يهوديّة الكيان والصهيونية، ولا يمكن أبداً فصل هذا الكيان عن الصهيونية وبالتالي لا فصل بين يهود الدولة ويهود الشتات الموالين للدولة والبيئة الحاضنة لمصالحها وللمُطبّعين في الخارج، أي في المحيط الإقليمي والدولي.

قد تشمل يهوديّة الدولة بهذا المعنى خيبر والبتراء وجربة...الخ. وقد تشمل السعودية والبحرين وقطر حتى لا نقول يهوديّة المغرب ويهوديّة الإمارات... وهكذا بمعنى يهوديّة دولة الأردن ويهوديّة دولة تونس... وهلمج. ومؤخّراً جداً يهوديّة العراق وعراقية اليهود، في إشارة إلى تغنّي الإعلام الإسرائيلي بنزول المدعو جمال الضاري إبن شيخ المُجاهدين حارث الضاري ضيفاً على إسرائيل.
عند هذه الحدود، من الواضح جداً أن قانون يهودية الدولة هو الأساس القانوني لصفقة القرن والقاعدة التشريعية الشاملة لحق التطبيع كما يراه الإسرائيليون من المطبعين في كل مكان. وربطاً بذلك نفهم مطالبة وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت سكان قطاع غزّة بالاعتراف بـ"دولة إسرائيل" مقابل تحسين ظروف حياتهم المعيشية.



المصدر: الميادين