كُتّاب الموقع
حجارة المجانين

سعد ابو بكر

الإثنين 9 تموز 2018

"مجنوب رمى حجر في بئر مائة عاقل ما اخرجه "


تلك المقولة او المثل تناقلناه عبر كبار السن وفهمنا معناه ، لكن على مايبدو اصبحت هذة المقولة غير صالحة بهذا الزمن .


على مايبدو ان النقله النوعيه بزمن السرعة وتكالب المؤثرات من كل حد وصوب اعطت حجارة للكثيريين ، الذي تاثروا بلا شك بسرعة تناقل المعلومات الغير كاملة او الموثوقة عبر المؤثرات الصوتية والسمعية والمرئية ، فاعتقد البعض عن وعي او عن جهل انه امتلك مجموعة من القيم تؤهله ليتكلم باسم الجميع .


 لكنه بالحقيقة هؤلاء لايمتلكون الا اقول متناثرة من هنا وهناك ولا رابط زمني او واقعي او تاريخي بينها ، والكثير يسمع او يقراء او يشاهد جزء مما يريد وباقي الحكاية حين يرويها تكون من تاليفه ليصدقها الاخرون او ليثبت صحة ما يقول ، والمشكلة في اختلاق الاسباب لرمي الحجارة التي كونت مجموعة من الرويات والقصص فاصبحت بيدهم حجارة يرمون بها كيفما يشائون دون اي بعد علمي او خلافه ، وتاثيرها بالطبع سلبي على المجتمعات ، وقيمها الانسانية والاخلاقية صفر وبهذة الحجارة المجنونه خلقت تجمعات عشوائية لابرنامج لها ولاتملك روح العمل الجاد ولا الانتاج العملي المفيد   .


يسمع الجميع دائما عن احتياجات وطلبات ومشاكل ولانسمع من ممن يرددها عن حلول ولا نرى خطوات عملية ، وبهذا يضيع الوقت والجهد والمال بالكلام والرد عليه لتعمل السرعة عملها في تكبير الحجر لينتج خلافات تستدعي تدخل " يلي بسوى ويلي مابيسوى " لحل المشكلة ، ونتفاجىء بان الحل اصبح باتجاة من رمى الحجارة ليصبح المثل او المقولة القديمة التي عرفنها قد تغيرت واصبحت عماليا تضرب اصل الحكمة والعقلانية لتصبح كالتالي :
 
                                   " مجنون رمى حجر في بئر مائة عاقل لحقوه "
 
هذا يعني ان العاقل اصبح لاينظر لاصل المشكلة ليبدأ الاصلاح لكنه يتبع تبعيات الحجارة فيضيع مع الوقت المهدور كل الحقوق ، هل هذا جهل او ان هناك تجهيل مقصود .


ان كان جهل فهو سهل التعامل معه وان كان مقصود فهي سياسية تعمل على تكرس مفاهيم هدامه لا تعبر عن طموحات الشعوب التي ترغب في العيش الكريم بامن وسلام ، ودسها يساوي العصبية التى يضيع فيها الصالح مع الطالح وتضيع حقوقنا   .
والحل ، فهو بسيط ان اردنا ذلك مجتمعين وان جلسنا مفكرين على طاولة المشاكل لنحلها ونبدا بالعمل الجاد الفعلي الايجابي الذي يحقق الطوحات التى تتطابق مع كل مجتمع ، والابتعاد عن نقل تجارب اثبتت فشلها ولسنا بحاجة لنعيد الفشل لندرسة بعد ذلك لنستخلص العبر لنصل لحل ونشكل جمعية او لجنة للحل ، فاحذر من هذا المنزلق .

الطاولة موجودة والاجندة معروفه ولم يتبقى الا الجلوس بجدية لنبدأ العمل بالحلول والابتعاد عن متابعة الازمات من هنا وهناك ، لهذا الجلوس يعنى القبول والقبول يولد الحلول ، ولن نرى بعدا لا مجنون ولا حجارة .