كُتّاب الموقع
الطب الانترنتي وفك العٌقد ومستقبلنا

سعد ابو بكر

الإثنين 2 تموز 2018

الانفصام لغة هذا الزمان ، زمن وسائل التواصل الاجتماعي ، فكل العقد الموجود لدي بعض الاشخاص والتيارات والتنظيمات والاحزاب هي من تتحكم  بالتصرفات ، لان المعٌقد يجلس خلف جهازه معتقد بانه قائد يتحكم  باصبعه بكبسه زر لارسال صورة او بعض من الكلمات المنقولة و غالبا ماتكون لشخص مجهول او لايعرف من صاحبها  تؤثر عليه ويعتقد بانها تمثل شخصيته ، وان تم قراءة مانشر المعقد ، سينتابه شعور ليس الا ... بانه اصبح قائد يدير شؤون الناس الذي قد يجاملونه باعجاب او كلمة  او لايك ، المشكلة هنا ليست بالعقيدة التي يمتلكها ان كان يملكها ، لكن بالعقدة التي تتحكم في تصرفات البعض الذين اعتقدوا انهم قادة الوسائل الاجتماعية وتناسوا او لايستطيعون التواصل الفعلي على الارض مع الاخرين ، فان صدف ان كلمت احد منهم بالواقع ستجده فارغ تماما وان حصل موقف معين ينكشف على حقيقته المغايرة  بالانترنت ..


من هنا وجب ايجاد طبيب خاص بمستخدمي الانترنت وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي لفك العٌقد .


التشخيص للحالة وهنا اسمحوا لي ان اعمل كطبيب  انترنتي وساسرد بعض من السلبيات المؤثرة :


الانفتاح على المواد الاعلامية المتنوعة الكثيرة .


عدم وجود خلفيه جيدة بالتعليم .


الثقافة ضعيفه لقلة القراءة من الكتب المعتمدة من كتاب وادباء معروفين .


ضعف الشخصية التي تتاثير بجزء من مقال او سطر من شعر او صورة او خلافه .


كل ذلك واكثر يؤثر على مستخدمي الانترنت فيبدو للمريض الانترنتي انه يقود ويتزعم الهواء والفضاء الانترنتي ، ونرى ذلك في ما ينشر فنرى مثلا شخص كتب مقطع من شعر او كلمات لاتعني شىء وقام اخرون بوضع لايكات له كمجاملة فقط ليس الا .. من هنا تبدا الحالة المرضية التي تكبر مع كل علامة لايك فيعتقد انه مٌصدق ومسموع كلامه وينام ويفيق كل يوم على هذا الوهم الذي لاينتهي الا بحالة يدركا المريض " حين ينزل للشارع او العمل ويختلط بالمجتمع سيتفاجىء بعدم وجود لايكات " ويهرب منها مرة اخري ليمارس لعبة نقل الكلمات ليلصقها في وسائل التواصل او يضع الصور ليحصد لايكات لاتعني شىء لتعود الحالة المرضية له من جديد والمهم هنا ان المريض يدرك انه مهمل ويحاول ايجاد نفسه بهذة التصرفات لينتقل الى حالة النكران  ثم عدم الادراك بانه اصبح عنصر سلبي بالمجتمع لايفعل شىء مطلقا ولايساعد نفسه عمليا ...


وعندما تراه بالشارع ستعرفه ، فهو يريد ان يكون الرجل الحديدي وايضا متصدر دور الازياء بلباسه وقصة شعره وحركاته  وكانة يرقص التانجو وكل من حولة يصفقون له .

المشكلة ان هذة الحالة انعكست على تجمعات وتنظيمات واعتبرت ان اللايكات التي توضع لهم هي بمثابتة تايد لهم وان جمهور الانترنت جمهور حقيقي ، وهذا الامر اعطاهم الحق في قول اي شىء وفعل اي شىء اعتقادا منهم انهم يملكون الشارع وتناسوا ان الحقيقة هم يملكون لايكات وهمية لاتؤهلم لقيادة جمعية حتى ،  فما بالكم بقيادة بلد .


بدنا طبيب انترنتي ياعالم .