كُتّاب الموقع
لبنان والمنطقة على صفيح ساخن.. حروب مفتوحة تسبق التسويات!

قاسم قصير

الثلاثاء 29 آب 2023

تتحدث شخصية لبنانية لعبت أدوارًا مهمة داخليًا وخارجيًا في السنوات الاخيرة عن أن الأوضاع في لبنان والمنطقة تمر حاليا في مرحلة صعبة جدًا وهي تحفل بتطورات خطيرة قد تؤدي الى حروب مفتوحة ومتنقلة على أكثر من جبهة قبل أن نصل الى الاتفاقيات أو التسويات الاقليمية والدولية، وأن الأيام المقبلة قد تشهد المزيد من التوترات الداخلية والخارجية وأن على اللبنانيين مسؤولين وقيادات سياسية وحزبية وجهات معنية أن يكونوا جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات الخطيرة وأن يعملوا بقوة كي لا يتحول لبنان الى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
 
وتكشف هذه الشخصيات جملة من المعلومات والمعطيات التي بحوذتها فتقول إن الأوضاع الدولية اليوم تمر بمرحلة خطيرة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا بين روسيا وحلفائها من جهة وبين أميركا وحلف الناتو من جهة أخرى، وأن الروس نجحوا في الصمود وتحقيق بعض التقدم الميداني ومواجهة كل الضغوط الاميركية والاوروبية، ولذلك هناك تخوف من أن ينقل الاميركيون المعركة ضد الروس الى منطقة الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا، مما يعني عودة الحرب الى سوريا وبروز صراعات عسكرية وأمنية وضغوط اقتصادية ومالية، وقد بدأنا نشهد المزيد من التوترات والأحداث القلقة في سوريا.
 
وتضيف هذه الشخصية: لكن الخوف الاكبر أن ينتقل هذا الصراع الدولي والاقليمي الى لبنان في ظل وجود رهان لدى بعض الأطراف والشخصيات السياسية والحزبية اللبنانية على الاستفادة من التوترات الاقليمية والدولية لتوجيه ضربة لحزب الله والمقاومة في لبنان تؤدي لتغيير التوزانات الداخلية وتسمح بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بدعم هذه القوى وبرضا دولي وإقليمي، وان ما نشهده من توترات متنقلة وحملة قاسية ضد الحزب تعتبر مؤشرا خطيرا جدًا، والأخطر من كل ذلك أن لا تقتصر الحملة ضد حزب الله فقط بل أن تتحول ضد المسلمين الشيعة في لبنان وضد كل ما يحمله الشيعة من أفكار وطروحات تتبنى خيار المقاومة، وأن الاستمرار بهذه الحملات سيجر البلاد الى وضع خطير وصعب رغم إعلان جميع الاطراف بعدم الرغبة بالذهاب الى حرب أهلية، لكن ما نعيشه اليوم يشبه الى حد بعيد مقدمات الحرب الاهلية التي اندلعت في العام 1975 مع تغير العناوين والشعارات .
 
وتتابع هذه الشخصية : للأسف فإن الأطراف اللبنانية رغم إدراكها لخطورة الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية فإنها مستمرة برفض الحوار ورفض العمل للوصول الى تسوية تنقذ البلد من أزماتها وأن الاستمرار في هذا النهج يعني استمرار الازمات وعدم الوصول الى اي حل في ظل وجود توزان كبير بين القوى الداخلية في البرلمان وعلى الارض .
وتعبر هذه الشخصية عن تخوفها من عودة القتال الى مخيم عين الحلوة وتمدد الصراعات الى مخيمات ومناطق أخرى وأن يكون الهدف تهجير الفلسطينيين الى دول أخرى وإلغاء حق العودة وذلك تمهيدا لتسويات جديدة للقضية الفلسطينية وفي ظل عودة الحديث الى مسار التطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني وأن يكون أحد شروط التطبيع الغاء حق العودة. وتدعو هذه الشخصية جميع الأطراف اللبنانية الى الهدوء ووقف السجالات والصراعات السياسية وعدم الاستجابة لمحاولات إشعال الفتنة الداخلية لأن أي صراع داخلي سيؤدي لتدمير البلد ولن يحقق نتيجة لاي طرف داخلي .
وتؤكد هذه الشخصية أهمية الحوار الدائر بين حزب الله والتيار الوطني الحر وأنه في حال تحقق بعض التقدم قد يفتح الباب أمام تسويات شاملة لكن المشكلة في بقية الاطراف وقدرتها على القبول بنتائج الحوار .
وتختم هذه الشخصية بالتأكيد أن لبنان والمنطقة يقفان اليوم على صفيح ساخن وأن التصعيد الامني والعسكري والضغوط المالية والاقتصادية تتقدم على خيارات التسوية والتفاوض وأن علينا الاستعداد لكل الاحتمالات لحين حصول وصول التسويات الاقليمية والدولية الى نتائج حاسمة وهذا قد يأخذ بعض الوقت.
 
 
المصدر: موقع جسور