كُتّاب الموقع
فلسطين إلى الصدارة.. ونحو "انتفاضة" تطوّق إسرائيل

منير الربيع

الخميس 22 حزيران 2023

بالنظر إلى الصورة الإقليمية، وعلى وقع التقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتصفير المشاكل وتهدئة الجبهات.. يتقدّم الملف الفلسطيني على ما عداه.
 
إسرائيل المطوقة
 
 
مواقف سياسية عربية تأتي متلاقية مع "الانتفاضة" الفلسطينية المتقطعة في الداخل. وعلى حدود فلسطين، تأتي انتفاضة أبناء الجولان والتي تلقى تعاطفاً عربياً أيضاً، فيما يبقى الجنوب اللبناني وأحداثه في مقدّمة الواجهة أيضاً، على صعيد شعبي، وليس على صعيد عسكري أو تنظيمي.
 
 
وبذلك تجد إسرائيل نفسها مطوقة على جبهاتها المختلفة، بما فيها الجبهة اللبنانية، التي شهدت في الأيام الماضية، وستشهد المزيد من التحركات في المرحلة المقبلة، سواءً عبر وضع المزيد من الخيم، بالإضافة إلى المزيد من التحركات  الشعبية. وفيما يحاول الإسرائيليون الاستنفار في سبيل إزالة الخيم، تشير مصادر متابعة إلى أن حزب الله أوصل رسائل عبر المعنيين، ولا سيما الأمم المتحدة، بمنع إزالة هذه الخيم. وأي محاولة من قبل الإسرائيليين لإزالتها ستؤدي إلى صدام.
 
الحالة الفلسطينية
 
 
بالتأكيد، إن ما يجري في فلسطين ليس عبثياً، هناك شيئ ما يتشكل ويتنامى في الداخل الفلسطيني، في ظل انغلاق كل الآفاق للوصول إلى حلول أو تسويات، في مقابل بروز هذه المجموعة الإسرائيلية الحاكمة التي تتسم بالجنون. وبالتالي هناك ما يتشكل بالبنية الفلسطينية، الذي ليس له علاقة بالبعد الحزبي الضيق، على الرغم من أي محاولة من محاولات القوى الفلسطينية لتبنيها أو إبراز دورها فيها. إنها حالة فلسطينية تعبّر عن ذاتها، رفضاً لكل الإنغلاق الدولي عن الاهتمام بالشأن الفلسطيني. عملية جنين الأخيرة تعكس تطوراً في المواجهة. وبالتالي، فإن الشعب الفلسطيني ووفق المسار الذي يسير عليه منذ النكبة إلى النكسة مروراً بالانتفاضتين، يجيد إيجاد طرق مبتكرة للتعبير عن نفسه. وهذه ديناميكية داخلية أكبر من أن تصادر سياسياً أو إقليمياً.
 
نمط ردود الفعل لدى الشعب الفلسطيني يسهم في إحراج المتطرفين الإسرائيليين أيضاً، وسيقود إلى إنقلاب في الرأي العام داخل إسرائيل عليهم، لأن هؤلاء كانوا يعتبرون أنه بإمكانهم ممارسة نهجهم المتطرف من دون أي رد فعل، فيما تأتي ردود الفعل بشكل مدو، ما سيؤدي إلى الإنعكاس المباشر على كل التركيبة الحكومية. وهذا سيعمق الأزمة الإسرائيلية، خصوصاً أنه بحال سقوط حكومة نتنياهو لن يكون بالإمكان إعادة تشكيلها وفق تركيبتها الحالية.
 
الانتفاضة الجديدة
 
 
عملياً، هناك مشاهد تشير إلى أنه في إسرائيل لا وجود لدولة، بسبب الأزمات المتراكمة. هناك وضع صعب للغاية داخلياً، ما يعزز الصراعات الإسرائيلية الإسرائيلية، خصوصاً أن هناك مجموعات تقوم على أساليب شعبوية وعنصرية سواء في مقاربتهم للوجود الفلسطيني، أو في دفعهم الدائم باتجاه توسيع الاستيطان، وهو ما سيذكي الاستثمار في الصراعات داخل الحكومة الإسرائيلية وتحديداً بين نتنياهو وبن غفير.
 
كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى اندلاع انتفاضة جديدة، لا سيما أن الانتفاضتين السابقتين اللتين شهدتهما فلسطين لم تحصلا من دون دعم عربي. من هنا لا بد من طرح سؤال أساسي حول إمكانية توفير الدعم العربي لهذه الحالة الانتفاضية.
 
المزاج العربي العام يميل إلى ثوابت لا يمكن تجاوزها، لا سيما حل الدولتين. وهذا ما سيؤدي إلى تلمّس بداية احتضان للتحركات الفلسطينية الجديدة، والعودة إلى تطبيق المقررات الدولية، وبما سيوسع فضاء التحركات لدى الشعب الفلسطيني. 
 
 
المصدر: المدن