كُتّاب الموقع
الولايات المتحدة والفقر المُفتعل.. حجمه وأسبابه

الميادين

الثلاثاء 23 أيار 2023

ثرواتٌ تتكدّس، وفقرٌ يتفاقم، ضدّان يجتمعان في الولايات المتّحدة بفعل سياساتٍ اقتصاديةٍ مفتعلة، هذه خلاصة كتاب لعالِم الاجتماع الأميركي ماثيو داسموند، فهل تعاني الولايات المتحدة من الفقر؟ ومن المستفيد من سياسات تعميم الفقر؟ وكيف تتماهى هذه السياسات مع سلوك الولايات المتّحدة على المقلب الدولي؟
 
وفي هذا الإطار،، قال محلل الميادين لشؤون أميركا والأمم المتّحدة، نزار عبود، إنّ العمال الذين يتقاضون أجوراً متدنية تصل نسبتهم إلى 23% في الولايات المتحدة مقابل 17% في بريطانيا و5% في إيطاليا و11% في اليابان، معتبراً أنّ هذه المقارنة مع دول صناعية متطورة توضح كيف أنّ الولايات المتّحدة تتجاهل الفقر.
 
وعلى الرغم من أنّ سعر السلع في الولايات المتّحدة أرخص من غيرها، بسبب كثرة الإنتاج واتساع السوق، إلّا أنّ المقوّمات الأساسية للحياة مثل السكن والطاقة سعرها مرتفع ما يجعل الأجور تتآكل بسرعة، بحسب عبود.
 
وأشار إلى وجود طبقة غير معلَنة من اللاجئين غير النطاميين الذين يُستغلّون أضعافاً مضاعفة، ما يرفع نسبة الفقر من 23% الى 35%.
 
وتابع عبود أنّ أوّل ارتداد لنسب الفقر العالية هو ارتفاع نسبة الجريمة، إذ تضمّ الولايات المتّحدة 25% من سجناء العالم.
 
وتطرق عبود إلى أزمة سقف المديونية الأميركية، مشدّداً على أنّ جوهر هذا الخلاف هو تخفيض النفقات لمؤسسات الرعاية الاجتماعية، وفي المقابل رفض زيادة الضرائب على الأثرياء.
 
بدوره، رأى محلل الميادين للشؤون السياسية والدولية، قاسم عز الدين،أنّ هذا الواقع هو نتيجة سياسات معتمَدة ومخطّطة عن سابق إصرار وتصميم وتخطيط، والهدف منها هو الفصل بين الفقراء والأثرياء.
 
ولفت عز الدين إلى أنّ كبار الأثرياء الموجودين في الولايات المتحدة لم تأتِ ثروتهم من الداخل الأميركي، بل هي حصيلة نهب ثروات العالم.
 
وأشار إلى أنّ تغيير هذا النهج يتطلّب ثورة اجتماعية تغيّر النظام السياسي، لأنّ خطورته تكمن في اعتماد سياسات اقتصادية تخدم فئات محدّدة.
 
وفي السياق، أكد مراسل الميادين في تونس، عماد شطارة، أنّ الفئة الأكثر تضرراً من ظاهرة الفقر هي الأميركيين من أصول أفريقية، وبدرجة أقلّ من أصول لاتينية، ما يعكس الوجه العنصري للولايات المتّحدة.
 
وتحدّث شطارة عن التبعيّة الاقتصادية، التي تعاني منها الدول تجاه المؤسسات المالية الدولية المانحة، والتي تخضع بدورها للنفوذ الأميركي، ما يعيق استعادة هذه الدول لتوازنها الاقتصادي.