كُتّاب الموقع
ما بعد الصهيونية واضمحلال فكرة "إسرائيل"

حسن صعب

الثلاثاء 31 كانون الثاني 2023

يؤكد بابيه أنه لم يعد هنالك أي بُعد أخلاقي مزعوم في الدعم العالمي لـ"إسرائيل"، التي تترسّخ صورتها أكثر فأكثر كدولة مضطهدة للشعب الفلسطيني، وكدولة استعمارية من إرث القرن العشرين.
 
 
-الكتاب: "فكرة إسرائيل – تاريخ السلطة والمعرفة"
 
-المؤلّف: إيلان بابيه. 
 
-ترجمة: محمد زيدان. 
 
-الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر. 
 
ذاع صيت البروفسور إيلان بابيه، المؤرّخ الإسرائيلي والناشط السياسي المعروف بمعاداته للنظام الإسرائيلي، في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، بعد سنوات قليلة من إزالة السريّة عن الوثائق الرسميّة الإسرائيليّة المتعلقة بحرب 1948 ومرحلة الإعلان عن قيام كيان «دولة إسرائيل»، حيث درس بابيه، مع مجموعة من الباحثين الإسرائيليين ممّن أصبحوا يُعرفون بـ«المؤرّخين الجدد»، تلك الوثائق، ونجحوا في بناء أجزاء من سرديّة نقيضة للسرديّة الرسميّة الصهيونيّة السائدة عن تلك اللحظة المفصليّة من تاريخ فلسطين والشرق الأوسط. 
 
وفي كتابه هذا "فكرة إسرائيل"، يسعى بابيه إلى تفنيد وتحدّي فكرة "إسرائيل" بذاتها، بعدما تحدّى في كتابه السابق "التطهير العرقي لفلسطين-2006" فكرة "حرب الاستقلال" الإسرائيلية، وأثبت أنها لم تكن أكثر من عملية تطهير عِرقي تتّسق مع مسمّى "النكبة" الذي يستخدمه الفلسطينيون.
 
ويأخذنا بابيه إلى جذور التناقض بين فكرة "إسرائيل" والتاريخ والواقع، وذلك بشكل عميق ساخر، ليُبرهن أن "إسرائيل" فشلت في تسويق نفسها أمام العالم كفكرة إنسانية طبيعية. 
 
يقول المؤلّف في تقديمه للترجمة العربية، إن فكرة الكتاب انقدحت في ذهنه من إلهامٍ مصدره المفكّر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، الذي أكد على أنه لا بدّ للرواية الفلسطينية أن ُتحكى. ففي مقالة له في عام 1983، عقب الغزو الإسرائيلي للبنان بعام واحد، كتب أنه بالرغم من تفوّق "إسرائيل" عسكرياً واقتصادياً على الفلسطينيين، إلاّ أنه لا يزال للفلسطينيين رواية يجب أن تُروى، ولا بدّ أن العالَم سيقبلها يوماً ما. 
 
ويوضح بابيه في تمهيده للكتاب، أن هدفه هو تحليل مواقف أولئك الإسرائيليين الذين ينظرون بعين النقد إلى فكرة "إسرائيل" وتحوم في أذهانهم شكوك جديّة حولها. ومن المعلوم أن الأفكار كما السلع تحتاج إلى تسويق، وهذا ما جرى مع فكرة إسرائيل، إذ ما انفكّت "الدولة" تسوّق فكرتها منذ العام 1948؛ حتى إنها قامت بإصدار دليل صغير ليحمله السائح الإسرائيلي معه إلى الخارج للترويج للنسخة الرسمية من هذه الفكرة.
 
وبما أن "إسرائيل" ترى نفسها رسمياً "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" وتوفّر من الناحية الدستورية والرسمية على الأقل ما يدلّ على ذلك، فإنها تحتاج إلى مجموعة من الوسائل لتسويق فكرتها أخلاقياً ومنطقياً.
 
في المقابل، وحين تصاعد تحدّي فكرة "إسرائيل" من الداخل، فإن ذلك كان يعني أن النموذج المثالي للصهيونية قد أعيد النظر فيه وأُخِذ على أنه أيديولوجيا، وصار من الممكن إخضاعه للتقييم النقدي. وهذا ما جرى بالتحديد مع مجموعة من الإسرائيليين خلال التسعينات من القرن العشرين، فيما يميل بابيه إلى وصفه بأنه لحظة "ما بعد الصهيونية" في "إسرائيل".
 
ويوضح المؤلّف أن كتابه يسلّط الضوء على رحلة هؤلاء المؤرّخين الفكرية والبحثية، ويتتبّع مسارها من بدايته إلى نهايته، والتي انضمّ إلى قافلتها عشرات من الأكاديميين وعدد من الصحافيين والفنّانين الذين قاموا بزيارة الماضي وغاصوا في السجلّات الأرشيفية الوطنية والخاصة ، وأصغوا بآذان السمع والعاطفة لأوّل مرّة في حياتهم إلى أشخاص يعدّون أنفسهم ضحايا للصهيونية. لقد ألّفوا كتباً وكتبوا مقالات وأنتجوا أفلاماً وكتبوا شعراً ورواية، وكان المشترك فيما بينهم هو التاريخ بما هو إعادة تقييم للماضي لغايات فهم الحاضر.
 
لكن تبيّن في نهاية المطاف أن الفكرة كانت أكثر قوّة ممّن تحدّوها. ولم تكن تلك القوّة نابعة من قسر أو ترهيب بقدر ما اكتسبت شرعيتها من القبول بها كأمر واقع. تلك القوّة التي بيدها تسيير الحياة اليومية قد تولّدت من وسائل غير ظاهرة للعيان، كان أولئك الذين وقفوا ضدّها يسعون إلى الكشف عنها.
 
تلك القبضة المتينة التي تضمن دعماً واسعاً لها بين يهود "إسرائيل" على مستوى العامل في الشارع وصولاً إلى أستاذ الجامعة؛ وهذا ما يجعل المسألة حالة جديرة بالدراسة، التي تتيح ليس فقط تقييم مستقبل "إسرائيل"، بل التوصل كذلك إلى فهم أفضل لطبيعة العلاقة بين السلطة والمعرفة في مجتمعات تدّعي الديمقراطية في مطلع القرن الحادي والعشرين.
 
 
فكرة "إسرائيل" بين الدرس الأكاديمي والسرد الخيالي 
 
 
في القسم الأوّل من كتابه، بعنوان (فكرة إسرائيل بين الدرس الأكاديمي والسرد الخيالي)، يبيّن بابيه فكرة "إسرائيل" في الإنتاج الأدبي الصهيوني السائد، وكيف صُوّرت على أنها المشروع المثالي والأكثر نجاحاً للحداثة والتنوير. وعليه، فإن عدم القبول بتلك الصورة لم يكن يعني معارضة السرديّة الوطنية فحسب، بل كان يعني معارضة سرديّة تمثّل النموذج الأمثل للتميّز والفرادة.
 
إن السرديّة التاريخية التي يضعها الجهاز الأكاديمي تصبح الأداة الأساسية لبناء الذاكرة القومية الجمعية وترسيخها. وقد ولّى المؤرّخون الإسرائيليون وجوههم قِبل السجلاّت الأرشيفية السياسية كقِبلة مقدّسة للحقيقة ورأوا في أنفسهم أئمّة هذه الحقيقة وسَدَنتها.
 
هذه السرديّة المعروفة، والتي جرى إثباتها بكفاءة، "أعادت تشكيل الصهيونية كحركة قومية جلبت التحديث والتقدم إلى فلسطين البدائية، وجعلت "الصحراء جنّة"، وأتت بأحدث تقنيّات الزراعة والصناعة لنفع العرب واليهود على السواء"، بحسب زعم الصهاينة؛ أما مقاومة الصهيونية، "فلم تكن سوى مزيج من التطرّف الإسلامي والاستعمار الإنجليزي المحابي للعرب وشيء من التقاليد المحليّة التي تشجّع على العنف السياسي"، على حد تعبيرهم.
 
عن الفلسطيني في الفكر الصهيوني، يقول المؤلّف إن حركة التأريخ الصهيونية دأبت، مدفوعة بالتزامها الإيديولوجي المطلق، في بحوثها العلمية إلى افتراض أن مقاومة الفلسطينيين للوجود الصهيوني في فلسطين هي ممارسة للإرهاب. ويعبّر عن ردّة الفعل الصهيونية تجاه هذا "الشرّ المقيم"، كتاب وضعته واحدة من أهم المؤرّخين في "إسرائيل"، أنيتا شابيرا، وقد حمل عنواناً شعرياً هو "سيف الحمامة"، في إشارة إلى التردّد في استخدام العنف ضد الإرهاب الفلسطيني المتزايد؛ وعبارة قالتها مرّة غولدا مائير: "إننا لن نسامح العرب على ما أرغمونا على فعله بهم".
 
وبناءً على هذه الروايات، فإن "الإرهاب" المزعوم قد بدأ على أشدّه بعد العام 1917، على وقع إعلان بلفور، وذلك حين نظّم القادة والناشطون الفلسطينيون تظاهرات شعبية رفضاً للسياسات البريطانية المميّزة ضدّهم لصالح الصهاينة. وقد شهدت التظاهرات في العام 1920 و1921 بعض أعمال العنف، وخاصة في القدس ويافا، وكان ذلك إما بسبب الاستفزازات الصهيونية، أو حالة من الغضب الموجّه ضد المناطق اليهودية. 
 
بعد احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967، وبداية الكفاح الفلسطيني المسلّح لتحرير فلسطين، بمختلف أشكاله، وأهمها حرب العصابات، توسّعت النظرة الإسرائيلية لما تسميه "الإرهاب الفلسطيني" لتشمل أيّ شكل من أشكال المقاومة، سواء ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أو المستوطنين أو الأهداف المدنية داخل الكيان الإسرائيلي. 
 
في المقابل، اقترح مفكّرو "ما بعد الصهيونية" قلباً كاملاً للصورة الشائعة عن الفلسطينيين وفلسطين في الخطاب اليهودي الإسرائيلي، وارتأوا استبدال صورة الفلسطيني الضحيّة بالفلسطيني الشرّير؛ بل وجاءت بعض أفلامهم لتقترح صورة الفلسطيني البطل. في مقابل ذلك، يصبح الصهيوني مضطهِداً وجانياً. 
 
 
لحظة "ما بعد الصهيونية في إسرائيل" 
 
 
في القسم الثاني من الكتاب (اللحظة ما بعد الصهيونية في إسرائيل)، يروي المؤلّف سِيَر أبرز منتقدي الصهيونية اليهود في "إسرائيل"، الذين أثّروا بشكل أو بآخر على حركة "ما بعد الصهيونية" خلال تسعينات القرن العشرين. لقد كان النقد في "حركة ما بعد الصهيونية" في ذلك العقد استمراراً للعمل والتحرّك الذي أقدم عليه بشجاعة بعض الأفراد من أكاديميين وصحافيين وغيرهم، والذين خاضوا في انتقاد المسلّمات الصهيونية، كلٌ بمفرده، منطلقين من رؤيتهم الإنسانية الكونية للحياة.
 
ومن روّاد "ما بعد الصهيونية" هؤلاء، ماكسيم غيلان وإسرائيل شاحاك وبواز إيفرون ويشيعياهو ليبوفيتش وأكيفا أور ويوري أفنيري وإيلان هاليفي وأوري ديفيس.
 
كما تشكّلت حركات مناهضة للصهيونية من قِبل شخصيات إسرائيلية حزبية في ستينات القرن الماضي، والتي توسّعت بعد حرب 1967، مثل حركة "مصبن" (وتعني البوصلة)؛ والتي عرّف عنها مؤسّسوها بأنها حركة ملتزمة بالثورة الاجتماعية (الاشتراكية) داخل "إسرائيل" وفلسطين؛ وهي أعلنت في بياناتها الأولى، وبلا مواربة، أنها ترفض الصهيونية وتدعم مطالب الحركة الوطنية الفلسطينية.
 
ومن الروّاد الأكاديميين المعارضين للصهيونية، المؤلّف أوريل تال، أستاذ التاريخ اليهودي الحديث في جامعة تل أبيب، وسامي سموحة وشلومو سويرسكي، اللذان استخدما منهجية تصنيفية تخالف كلّ ما تمثّله الصهيونية ونتاجها الأكاديمي؛ فيما تصدّر الواجهة لاحقاً اثنان من علماء الاجتماع الإسرائيليين، حيث تركت أفكارهما أثراً لا يمكن إنكاره على مستقبل تفكيك المشروع التاريخي الصهيوني السائد؛ وهذان المفكّران هما باروخ كيمرلينغ ويوناثان شابيرا.
 
ومن ثمّ يعرض بابيه النتائج التي توصلت إليها مجموعة من "المؤرّخين الجدد"، والذين انبروا لتحدّي السردية الصهيونية المتعلقة بأحداث 1948.
 
ومن أشهرهم في تلك المرحلة، الصحافي سيمحا فلابان، الذي انضمّ إلى حركة صهيونية يسارية تُدعى مابام (حزب العمّال الموحّد) بعد أن وصل إلى فلسطين عام 1930. لكنه انضمّ لاحقاً إلى منظمة "الهاغانا" وشارك في حرب 1948. وقد حصل التغيّر الجوهري حين تقاعد فلابان في بداية ثمانينات القرن العشرين وذهب إلى جامعة هارفرد والتقى بوليد الخالدي، أحد أهم المؤرّخين الفلسطينيين وأحد الباحثين الذين كرّسوا حياتهم لتأريخ المأساة الفلسطينية منذ العام 1948. فقد اقتنع فلابان بفضل هذا الرجل بأن الرواية الإسرائيلية الرسمية التي ابتدعها ديفيد بن غوريون كانت محض تلفيق (بأن العرب تركوا بيوتهم بمحض إرادتهم).
 
ووضع فلابان كتاباً بعنوان "ميلاد إسرائيل: الأساطير والحقائق"؛ وفيه فنّد تلك الأساطير بطريقة مقنعة وناجعة. وإحدى هذه الأساطير هي أن "إسرائيل" وافقت على قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947، ما يعني أنها رضيت بقيام دولة فلسطينية إلى جانب أخرى يهودية وعلى مساحة تزيد عن نصف مساحة فلسطين. 
 
حول ذكرى الهولوكوست أو المحرقة اليهودية، يُفرد المؤلّف بابيه فصلاً كاملاً للحديث عن كيفية استغلال "إسرائيل" لهذه المسألة في تبرير ظلمها واضطهادها المستمر للشعب الفلسطيني، وفي التسويق لفكرة "إسرائيل" نفسها. ويكشف أنّ القيادة اليهودية أبدت تلكّؤاً في بذل أقصى ما تستطيع لإنقاذ يهود أوروبا من المذابح التي كانت محدّقة بهم؛ والأدهى من ذلك أن بعض القيادات الصهيونية كانت قد تحالفت مع النازية؛ واستمرّ ذلك حتى انفضحت خطط النازيين لإبادة اليهود. 
 
وينقل المؤلّف عن الباحثة إديث زرتال تحليلها لكيفية توظيف "إسرائيل" لذكرى الهولوكوست في طريقة النظر إلى الفلسطينيين داخل المجتمع اليهودي الإسرائيلي وأسلوب التعامل معهم.  
 
كما استفادت النخبة السياسية والعسكرية في "إسرائيل" من الإحياء الممنهج لذكرى الهولوكوست في التأثير بالرأي العام لصالحها عند اتخاذ قرارات حسَّاسة تتعلق بالصراع مع العالم العربي، أو دفع تهديد حقيقي أو مزعوم. 
 
ولعلّ أهم نقد تعرّضت له فكرة "إسرائيل"، في رأي بابيه، هو ما قدّمه المفكّرون المزراحيون، ومعظمهم كانوا علماء اجتماع أو ناشطين سياسيين. وكان هؤلاء اليهود قد هاجروا إلى "إسرائيل" من دول عربية وإسلامية في خمسينيات القرن العشرين، وشعروا بالتمييز ضدّهم من قِبل اليهود الأوروبيين، ممّا دفعهم إلى الانطلاق في رحلة إلى الماضي وشدّ عزيمتهم للوصول إلى السلطة. لقد كانت فكرة "إسرائيل" في نظرهم فكرة أوروبية غربية وكولونيالية، وأدركوا أنهم ما لم يتحوّلوا هم أنفسهم إلى أوروبيين فلن يحظوا في الكيان الإسرائيلي إلاّ بدور هامشي. 
 
في المقابل، رفض المفكّرون المزراحيون وصف حياة اليهود في الدول العربية، قبل مجيئهم إلى "إسرائيل"، بأنها بدائية كما يُزعم، وبيّنوا أن المدن التي كان يعيش ويعمل فيها اليهود كانت تتفوّق كثيراً من الناحية الثقافية على ما كان موجوداً في القرى اليهودية الصغيرة في أوروبا الشرقية. 
 
 
مظاهر انتصار النيو-صهيونية 
 
 
في القسم الأخير من كتابه، يدرس المؤلّف مظاهر انتصار النيو-صهيونية في الدراسات الجديدة التي تناولت أحداث العام 1948 في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية. 
 
 وفي إطار ربطه بين موضوع الكتاب والتحوّلات الإقليمية المتسارعة، وكان أهمها ما سمّي ثورات "الربيع العربي"، يكشف بابيه أن القوى التي تسيطر على "دولة إسرائيل" لا تزال تُجاري الوجه الأقبح من الربيع العربي (العنف والتدمير المتبادل)؛ حيث تأمل النخبة الإسرائيلية في أن يؤول "الربيع العربي" إلى "صحراء إسلامية مهلكة"، كي تستعيد "إسرائيل" صورتها التي رسمتها عن واحة الأمان في المنطقة؛ ولكنّ هذا لن يحصل. 
 
وختاماً، يؤكد بابيه أنه لم يعد هنالك أي بُعد أخلاقي في الدعم العالمي المقدّم لـ"إسرائيل"، التي تترسّخ صورتها أكثر فأكثر كدولة مضطهدة للشعب الفلسطيني، وكدولة كولونيالية من إرث القرن العشرين، وهي لا تزال قائمة لأنها تخدم أغراض الولايات المتحدة ولأنها تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد الرأسمالي العالمي.
 
وحين يبدأ هذا الجانب الوظيفي من الدعم بالتراجع، فإنّ الكفّة ستميل لتحقّق السيناريو الذي رآه مفكّرو "ما بعد الصهيونية" ومفكّرو "النيو-صهيونية" على السواء، والذي يتمثّل في دولة منبوذة تقوم على نظام فصل عنصري. 
 
 
 
المصدر: الميادين