كُتّاب الموقع
خطوط عريضة رسمها خطاب بوتين في مواجهة الغرب.. فأيّ رسائل وجّهها؟

الميادين

الأربعاء 22 شباط 2023

بعيد خطاب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، محلّلون سياسيون يناقشون الخطوات التي رسمها في مواجهة الغرب، وتحذيره واشنطن و"الناتو"، والموقف الأوروبي بشأنه.
 
خطابٌ وُصف بالتاريخيّ والشامل كشف فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أولويّات بلاده في المرحلة المقبلة من المواجهة مع الغرب الجماعي، بوتين، الذي قبِل التحدّي وأعلن تعليق مشاركة بلاده في معاهدة "ستارت" الجديدة، ترك الباب مفتوحاً للحوار إذا تراجع الخصم عن مخطّطاته احتواءَ روسيا وإلحاق هزيمةٍ استراتيجيّةٍ بها من أجل الإبقاء على هيمنته العالميّة.
 
بوتين يحذّر واشنطن و"الناتو"
 
 
قال مدير مكتب الميادين في واشنطن، منذر سليمان، إنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "أشار إلى موضوع شاحنات الأسلحة النوعيّة، التي تستلمها أوكرانيا من واشنطن و"الناتو"، وأنّه يتعامل مع هذا التهديد بصورة مستمرّة".
 
وأضاف: "لكن، حتى الآن، لم  تُقْدِم روسيا على ضرب شاحنات الأسلحة هذه، الأمر الذي قد يدفعها إلى ضربها فيما بعدُ".
 
وذكر سليمان أنّ "استدعاء السفيرة الأميركية، وإبلاغها ضرورةَ سحب الأسلحة والمعدّات والجنود التابعين لحلف "الناتو"، من أوكرانيا، هما تحذير واضح".
 
وأشار إلى أنّ "استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا سيؤدّي حتماً إلى الردّ الروسي، والذي قد يعني توسيع رقعة الاشتباك إلى ما هو أبعد من أوكرانيا".
 
وتابع سليمان أن "الاشتباك يمكن أن يكون في بولندا، كونها القاعدة العسكرية الخلفيّة للدعم اللوجستي لأوكرانيا".
 
 
الموقف الأوروبي تجاه خطاب بوتين
 
 
 
بدوره، قال موسى عاصي، مدير مكتب الميادين في جنيف، إنّ "روسيا علّقت عضويتها في اتّفاقيّة "ستارت" الجديدة، الأمر الذي يعني أنّ الرئيس الروسي رفع مستوى التوتّر والتصعيد عبر التلويح باستخدام السلاح النووي".
 
وأوضح عاصي أنّه "بعيد خطاب بوتين، شارك الأمين العام لـ"الناتو"، ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي لمفوّض الشؤون الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ووزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، وأكّدوا أهمية الاستعداد لحربٍ طويلة الأمد، كما وجّهوا رسالة إلى مصانع الأسلحة في أوروبا والولايات المتّحدة الأميركية من أجل رفع مستوى الإنتاج".
 
وأشار عاصي إلى أنّ "الأوروبيين مستعدّون لتقديم كل ما يملكون من أموال لدعم أوكرانيا، لأنّهم يرونها الحدّ الفاصل بينهم وبين روسيا. لذلك، هم لا يكترثون لحجم دعمها، مالياً وعسكرياً".
 
بوتين والتحدّي الغربي
 
 
وفي السياق، قال مدير مكتب الميادين في روسيا، سلام العبيدي، إنّ "هذه الحرب فُرضَت على روسيا، من أجل إضعافها ومنعها من أداء دورها الريادي في الساحة الدوليّة، ومن أجل الإبقاء على الهيمنة الغربية ومصادرة القرار الدولي والانفراد به".
 
وأضاف: "لذلك، بالنسبة إلى روسيا، هي مسألة حياة أو موت، ومسألة بقاء روسيا دولةً عظمى موحّدة، لأنّ الغرب، كما يقول الرئيس بوتين، يسعى لتفكيك روسيا وتحويلها إلى مصدر للتزوّد بالثروات الطبيعية".
 
وبشأن مواجهة العقوبات الغربية، أشار العبيدي إلى "خطوط عريضة رسمها بوتين، وتتمثّل بالاعتماد على القدرات الداخليّة الاقتصاديّة، وإنشاء فروع جديدة في الاقتصاد الروسي، بالإضافة إلى تطوير صناعات جديدة، والاعتماد، بصورة كبيرة، على العلاقات بالشركاء المقرّبين، مثل الصين وإيران والهند".
 
ولفت العبيدي إلى أنّ "مجموعة من الدول، التي كانت تُحسَب على المعسكر الغربي، مثل بعض دول الخليج، بدأت تُعيد النظر في سياساتها، سواءٌ مع الغرب، أو في اتّجاه تعزيز علاقاتها بروسيا".
 
وأضاف أن "خير مثال على ذلك، هو السياسة النفطيّة التي تُتّبَع في إطار منظمة "أوبك +"، وابتعاد هذه الدول عن التعامل بالعملات الغربية، كالدولار واليورو وغيرهما".