كُتّاب الموقع
"الجيش المأزوم".. كيف تتغلغل الثقافة التنظيمية الفاسدة في الجيش الإسرائيلي؟

الميادين

الخميس 15 كانون لأول 2022

عرضت شبكة الميادين الإعلامية، اليوم الأربعاء، تقريراً ضمن سلسلة يومية بعنوان "الجيش المأزوم"، تحدّثت فيه عن تغلغل الثقافة التنظيمية الفاسدة في "الجيش" الإسرائيلي، ومخاطرها على الجاهزية للحرب.
 
وسلّط التقرير الضوء على الثقافة التنظيمية الفاسدة التي تتغلغل في مستويات "الجيش" الإسرائيلي كافّة، وهذا الأمر يؤكده خبراء عسكريون وتقارير موثّقةٌ بالحقائق، ما انعكس تراجعاً في مقياس الثقافة القيميّة للجيش في نظر الجمهور الإسرائيلي.
 
ووفق قناة "كان" الإسرائيلية، انتقد اللواء الإسرائيلي في الاحتياط إسحاق بريك (مفوض شكاوى الجنود سابقاً) تزايد الحديث عن الثقافة التنظيمية الفاسدة المنتشرة في "الجيش" الإسرائيلي.
 
وأشار بريك إلى أنّ الحديث عن الثقافة التنظيمية الفاسدة أشعل الأضواء الحمر، ودفع خبراء ومعلقين إلى رفع الصوت، والتنبيه إلى خطورة هذه الظاهرة وانعكاساتها على جاهزية "الجيش" الإسرائيلي للحرب.
 
ولفت إلى أنّ التحذيرات الكثيرة التي تولّى إطلاقها ضباط وخبراء في "الجيش" الإسرائيلي انضمّت إلى تقريرٍ موثّق بالأدلة والشواهد صدر عنه (إسحاق بريك) الذي قضى سنواته العشر الأخيرة في "الجيش" الإسرائيلي مفوضاً لشكاوى الجنود، الأمر الذي أتاح له الاطلاع من كثب على مختلف مشاكل "الجيش" الإسرائيلي التكتيكية والبنيوية.
 
ويخلص بريك في تقريره الموسّع إلى أنّ ظاهرة الثقافة التنظيمية الفاسدة باتت تتصدّر قائمة المشاكل البنيوية، مضيفاًَ: "انتشرت المحسوبيات واختفت المعايير وانعدمت المراقبة والمتابعة، وساد عدم الانصياع والانضباط.
 
وتوجّهت المحاورة في البرنامج لإسحاق بريك قائلة، "أنت تتحدث عن مُشكلة جذرية وتقول إنّ الجيش بنحو عام غير مستعد للحرب المقبلة، حتى من ناحية الثقافة التنظيمية السائدة داخل الجيش!".
 
وأجاب بريك عن استفسار المقدمة، قائلاً: "صحيح، ويتجسد ذلك في غياب الرقابة ومتابعة القرارات، فهناك انتقادات قاسية جداً من مراقب الدولة ومراقب الجيش والمؤسسة الأمنية والعسكرية، وهذه الانتقادات لم تعالج بعد"، متابعاً: "كل الأوامر تصدر عبر البريد الإلكتروني والهواتف الذكية، لذلك لا ينفّذون الأوامر، ولا يستخلصون العِبَر، بل هناك تدوير للزوايا ونشر للأكاذيب".
 
في سياقٍ متصل، يرى خبراء أنّ الثقافة الفاسدة المنتشرة في "الجيش" تجعل منه "جيشاً" من دون فائدة، بالرغم من ضخامة المبالغ المالية التي تُنفق عليه.
 
وأشار الخبراء إلى أنّ هناك مقياساً للثقافة القيميّة لدى قيادة "الجيش" الإسرائيلي، وانخفاضاً حاداً في نظر الجمهور اليهودي، إذ تراجع هذا المقياس في عامٍ واحد فقط من 71% إلى 55%.
 
وقال محلل الميادين للشؤون الأمنية والعسكرية شارل أبي نادر: "الثقافة التنظيمية الفاسدة خلقت لأن هناك ضغوط وتبعيات على الجيش الإسرائيلي، فالجيش الإسرائيلي في حالة اضطراب دائم فهو لا يرتاح إلا لفترات قصيرة"، مضيفاً: هناك ضغوط أخرى من داخل فلسطين المحتلة من قطاع غزة والصفة الغربية وهناك احتكاكات مباشرة بالإضافة إلى وجود طوق كامل من الجبهات الساخنة التي تؤثر على الجيش.
 
ولفت أبي نادر إلى أنّ التنظيمية الفاسدة في "الجيش" الإسرائيلي تؤثر في نفسية الجنود وعلاقتهم مع مرؤوسيهم المباشرين، وإذا لم يكن هناك تماسك فهذا ينعكس على مستوى المواجهة وعلى طريقة القتال وعلى العمل أيضاً.
 
ورأى وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، في وقتٍ سابق، أنّ "إسرائيل تواجه تحديات كثيرة فالجيش شهد في السنوات الأخيرة انخفاضاً مستمراً في نسب التجنيد"، مشيراً إلى أنه أصبح "جيش نصف الشعب"، معقباً بأنها "ليست مسألة ديموغرافية فقط، بل هي نتيجة قرارات قيادية".