كُتّاب الموقع
ما الذي أخطأت الولايات المتحدة في فهمه بشأن إيران؟

كريم سجادبور

الخميس 18 آب 2022

كتب ابن خلدون، الباحث الشمال أفريقي في القرن الرابع عشر، إن الإمبراطوريات تميل إلى الزوال عندما تمتد لأكثر من ثلاثة أجيال، فمؤسسو الجيل الأول هم رجال قساة تجمعهم المشقة والعزيمة والتضامن الجماعي، وهو مفهوم أطلق عليه اسم العصبية، ويحافظ الجيل التالي على إنجازات أسلافهم، لكن بحلول الجيل الثالث أو الرابع؛ تؤدي وسائل الرفاهية في الثروة والمكانة إلى تآكل الطموح والوحدة، مما يجعلهم عرضة لجيل جديد من الباحثين عن السلطة والإصرار على النجاح.
 
في الثورة الإيرانية سنة 1979؛ حوّل الأصوليون الدينيون، الذين أصروا على النجاح، البلاد إلى دولة دينية إسلامية معادية للولايات المتحدة، واليوم لا تزال إيران خاضعة لقيادة أحد ثوارها من الجيل الأول - المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي البالغ من العمر 83 سنة، والذي تسلم مقاليد الحكم منذ سنة 1989 - ومن بين أسباب طول عمر السيد خامنئي أنه يحكم إيران باليقظة المفرطة ووحشية رجل يعتقد أن الكثير من مجتمعه، وأعظم قوة عظمى في العالم، يطمحون إلى الإطاحة به.
 
تحت قيادة خامنئي؛ أصبحت معاداة الولايات المتحدة أساسًا للهوية الثورية الإيرانية، وبالفعل أنفقت دول قليلة نسبة أكبر من رأسمالها السياسي والمالي المحدود لمحاولة الإطاحة بالنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة أكثر من إيران، وفي ظل كل المخاوف المتعلقة بالأمن القومي الأمريكي المعاصرة - بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا، والتهديدات الصينية ضد تايوان، وانتشار الأسلحة النووية، والحرب السيبرانية - تحدد طهران مصالحها الخاصة في معارضة الولايات المتحدة.
 
وكما أوضحتُ للمشرعين الأمريكيين مؤخرًا؛ لا يحتاج المرء إلا إلى النظر في كيفية اقتناع فلاديمير بوتين بأن مغامراته العسكرية الوقحة في جورجيا وشبه جزيرة القرم وسوريا تخوّل له إمكانية غزو أوكرانيا دون عقاب، لفهم كيفية عمل الجمهورية الإسلامية. 
 
فقد أدى ترسيخ الدولة الناجح للوكلاء الأقوياء في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إلى جانب الانسحاب الأمريكي المهين من أفغانستان، إلى إقناع إيران بنجاحها وكذلك التراجع الحتمي للولايات المتحدة، وقد أعاقت هذه الديناميكية محاولات إدارة بايدن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لسنة 2015 الذي انسحب منه دونالد ترامب.
 
وعلى الرغم من أن البرنامج النووي قد كلف إيران بسهولة أكثر من 200 مليار دولار من عائدات النفط المفقودة، إلا أنه لم يردع "إسرائيل" عن تنفيذ اغتيالات وأعمال تخريب سافرة ضد المواقع النووية الإيرانية، فكلما كانت الولايات المتحدة أكثر التزامًا بالدبلوماسية، قل شعور إيران بضرورة تقديم تنازلات، وحتى لو تم إحياء الاتفاق النووي، فإن نظرة طهران للعالم ستستمر.
 
وقد حاولت العديد من الإدارات الأمريكية إجبار إيران أو إقناعها بإعادة النظر في روحها الثورية، لكنها فشلت. والسبب بسيط؛ حيث إن التطبيع بين الولايات المتحدة وإيران قد يكون مزعزعًا بشدة لاستقرار حكومة ثيوقراطية يقوم مبدؤها التنظيمي على محاربة الإمبريالية الأمريكية.
 
وهنا يكمن اللغز؛ فبشكل عام، سعت الولايات المتحدة إلى إشراك نظام من الواضح أنه يأبى الانخراط، وعزل النظام الحاكم الذي يزدهر بشكل منفصل. ومع ذلك؛ فقد أظهر النظام الإيراني بمرور الوقت أنه مؤثر للغاية بحيث لا يمكن تجاهله، وعقائدي للغاية بحيث لا يمكن إصلاحه، ووحشيٌّ للغاية بحيث لا يمكن الإطاحة به، وأكبر من أن يتم احتوائه بالكامل.
 
يجب أن توفق السياسة الأمريكية السليمة بين الأهداف قصيرة المدى لمواجهة طموحات إيران النووية والإقليمية، دون إعاقة الهدف طويل المدى المتمثل في إقامة حكومة إيرانية تمثيلية مدفوعة بالمصالح الوطنية لشعبها، بدلًا من الأيديولوجية الثورية لحكامها.
 
وفي النظرة العالمية الأولية للنخبة الثورية الإيرانية؛ يمكن أن يؤدي انفتاح البلاد إلى منافسة من شأنها أن تقوض عصابات المافيا الخاصة، وبالنسبة للكثيرين من النخبة السياسية والعسكرية في إيران؛ فإن المعركة لا تدور على السلطة حول الأيديولوجية الثورية أو الإسلام، بل تتعلق بمن يسيطر على موارد البلاد الهائلة.
 
وقد أخبرني أستاذ داخل الدولة، ارتقى طلابه إلى مناصب رسمية رفيعة أنه "في بداية الثورة؛ تألفت الطبقة الاجتماعية والنظام الحاكم من 80 بالمئة من المؤمنين الملقَّنين - الذين يجهلون الحقائق العالمية - و20 بالمئة من الدجالين والمخادعين. وقد انعكس الوضع حاليًا؛ حيث أضحى المجتمع يتكون من 20 بالمئة من المؤمنين، و80 بالمئة من الدجالين الذين يتدفقون حول المسؤولين من أجل كسب  الثروة والامتيازات".
 
لقد واجهت سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران لسنوات مفارقة لم تُفهم جيدًا، والتي تفيد بأن السياسات القسرية اللازمة لمواجهة الطموحات النووية والإقليمية للجمهورية الإسلامية - أي العقوبات - قد تعمل عن غير قصد على تعزيز النظام على السلطة، وليس إضعافها.
 
عندما حاول ترامب استمالة كيم جونغ أون من خلال تقديم رؤية بشأن الثروات التي يمكن أن تمتلكها بلاده قائلًا: "يمكن أن يكون لديك أفضل الفنادق في العالم هناك"؛ لم يتحرك الرئيس الكوري الشمالي لإنهاء برنامجه النووي، فغالبًا ما يكون هناك توتر أساسي بين المصلحة الذاتية للديكتاتوريات ورفاهية الشعب الذي يحكمه.
 
على الرغم من أن العقوبات تجبر الدول المعادية على دفع تكلفة باهظة، إلا أنهم لا يملكون - باستثناء جنوب إفريقيا - سجلًّا حافلًا من الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية من السلطة، بل في الواقع؛ تستفيد البعض من  الدول من عزلتها السياسية.
 
وقد أخبرني الممثل شون بن، الذي التقى بالديكتاتور الكوبي الراحل فيدل كاسترو، ذات مرة خلال مأدبة عشاء حضرناها معا أن "فيدل صرح مازحًا: "أنه إذا رفعت أمريكا الحظر المفروض على كوبا، فسوف يقوم بخطوة استفزازية في اليوم التالي تضمن إعادة تنصيبه. فهو يدرك أنه يحافط على سلطته بشكل أفضل  من خلال جعل بلده في فقاعة" معزولة عن الرأسمالية الدولية والمجتمع المدني.
 
على غرار كاسترو؛ يدرك خامنئي أيضًا أن الخطر الأكبر على حكمه الديني ليس العزلة العالمية بل التكامل العالمي. وعندما تصبح هذه العزلة موهنة للغاية؛ يكون السيد خامنئي على استعداد للنظر في صفقة تكتيكية لتساعد على التخفيف من وطأة العقوبات. وبالنسبة لخامنئي؛ يعد الوضع المثالي بالنسبة له هو التمتع بقدر مناسب من العزلة، فلا يريد خامنئي أن يصبح مثل كوريا الشمالية أو دبي، وهو يريد أن يكون قادرًا على بيع نفط إيران في السوق العالمية دون عقوبات، لكنه لا يريد أن تكون إيران مندمجة بالكامل في النظام العالمي.
 
خلال إحدى المناسبات؛ صرح لي رئيس إيران السابق، محمد خاتمي أن خامنئي كان يقول له إن "الجمهورية الإسلامية بحاجة إلى خلق عداوة مع أمريكا"، ولم يُخْفِ خامنئي قط استهزائه بالولايات المتحدة، وقد أعرب خلال مقابلة أجراها سنة 2019: "فيما يتعلق بأمريكا، لا يمكن حل أي مشكلة والمفاوضات معها لن تُخلف سوى خسارة اقتصادية وروحية".
 
وبما أن عداء السيد خامنئي للولايات المتحدة هو بلا شك جدي، إلا أنه يصب في مصلحته الشخصية، فقد كان التزامه بالمبادئ الأساسية للثورة صارمًا، وقد يؤدي التنازل عن أي من هذه المبادئ إلى تآكل التضامن الجماعي الذي لاحظ ابن خلدون منذ فترة طويلة أنه أمر أساسي لاستمرارية أي نظام.
 
وذكر الفيلسوف الأمريكي إيريك هوفر ذلك بإيجاز في كتابه "المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية"؛ حيث قال: "الكراهية هي من المشاعر الأكثر سهولة وشمولًا بين جميع الوكلاء الموحدين"؛ مضيفًا: "يمكن للحركات الجماهيرية أن تنهض وتنتشر بدون إيمان بالله، ولكن ليس أبدًا بدون إيمان بالشيطان".
 
إذا كانت النخبة الثورية الإيرانية قد ازدهرت في عزلة نسبية، فلماذا لا تستعيد الولايات المتحدة العلاقات مع إيران؟ يكمن في هذا السؤال الافتراض بأن أمريكا لديها القدرة على تطبيع العلاقات من جانب واحد، وإيران ليس لديها الحق لتقبل أو ترفض.
 
على عكس الحرب الباردة؛ عندما كان للولايات المتحدة وجود دبلوماسي مستمر في موسكو وآلاف من المتخصصين الروس المدربين، كانت الحكومة الأمريكية غائبة عن إيران منذ اقتحام السفارة الأمريكية في طهران في سنة 1979 وتفتخر بامتلاكها القليل من الخبرات داخل البلد.
 
غذى هذا القطيعة والافتقار إلى الفهم ما أطلق عليه مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق إتش آر ماكماستر "النرجسية الإستراتيجية"، أي الميل إلى إدراك الأحداث العالمية فقط من منظور السلوك الأمريكي، وغالبًا ما يجادل الليبراليون بأن إشراك إيران يمكن أن يخفف من أيديولوجيتها الثورية أو يفرض نفوذ المعتدلين في النظام، بينما جادل المحافظون بأن النهج الأمريكي الأكثر صرامة قد يجبر إيران على التخلي عن أيديولوجيتها أو المخاطرة بانهيار النظام، ولكن لم ينجح اتباع أي من الخيارين.
 
ومنذ سنة 1979؛ حاولت كل إدارة أمريكية - باستثناء إدارة جورج دبليو بوش - تحسين العلاقات مع إيران، وحاولت إدارة جيمي كارتر بناء الثقة مع النظام الثوري الإيراني الجديد من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، التي ذهبت أدراج الرياح، ولم تتمكن من معرفة بأن صدام حسين العراقي كان يخطط لغزو إيران، وأرسل رونالد ريغان ثلاث رسائل إلى الحكومة الإيرانية التي لم تجد أي آذان صاغية، وتضمن خطاب تنصيب جورج بوش الأب رسالة لإيران مفادها: "النوايا الحسنة تجذب النوايا الحسنة"، وكان بيل كلينتون يأمل في لقاء الرئيس الإيراني الإصلاحي محمد خاتمي في الأمم المتحدة سنة 2000.
 
وكتب باراك أوباما عدة رسائل خاصة إلى خامنئي الذي كان رده هو اقتراح طرق "يمكن لأمريكا أن تتوقف فيها عن أن تكون متنمرًا إمبرياليًا"، على حد ما قاله أوباما في مذكراته الأخيرة.
 
وحتى دونالد ترامب  - الذي اغتالت إدارته اللواء قاسم سليمان من إيران في سنة 2020 -؛ فقد قدم ثمانية طلبات على الأقل للقاء الرئيس حسن روحاني، وفقًا لمسؤول إيراني. 
 
على النقيض من ذلك؛ لا يوجد نموذج واحد معروف على استهلال المرشد الأعلى الإيراني حوارًا عامًا أو خاصًا مع المسؤولين الأمريكيين على أمل تطبيع العلاقات. ومؤخرًا؛ منع دبلوماسيه من مقابلة مسؤولين أمريكيين يعملون على إعادة التفاوض على الاتفاق النووي؛ حيث يدرك السيد خامنئي أن التقارب مع الولايات المتحدة يشكل تهديدًا وجوديًا له أكثر بكثير مما يشكله استمرار الحرب الباردة. 
 
لكي نكون واضحين؛ ارتكبت الولايات المتحدة أيضًا أخطاءً كارثية؛ حيث نشرت حرب العراق سنة 2003 النظام الثيوقراطي "الحكم الديني" الشيعي الإيراني إلى العراق، وسهلت صعود إيران الإقليمي، وتعد النتيجة الرئيسية لانسحاب إدارة ترامب أحادي الجانب لسنة 2018 من الاتفاقية النووية هي إيران التي لديها برنامج نووي أكثر تقدمًا بكثير. 
 
وإذا كانت محاولات الولايات المتحدة لإشراك إيران لم تجد ردًا متبادلًا، وأدت محاولات الولايات المتحدة للضغط على إيران إلى نتائج عكسية إلى حد كبير، فأين يتركنا ذلك؟ 
 
لا يوجد حل سحري يمكن أن يقلب طبيعة النظام الإيراني أو العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران؛ حيث توجد أمثلة قليلة على موافقة إيران على التسويات المجدية، لكن معظمها تقريبًا تم في ظروف مماثلة: مزيج من الضغط العالمي المستمر والدبلوماسية الأمريكية المتزمتة، لتحقيق تسوية محددة. وفي حالة الاتفاق النووي؛ فهذا يعني كبحه بدلًا من إزالته، ويجب تطبيق نفس الصيغة للحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط؛ وإن لم يكن القضاء عليه. 
 
ويحث روبرت كوبر، الدبلوماسي الأوروبي الحاصل على أوسمة والذي تفاوض مع إيران، على الصبر الإستراتيجي؛ حيث أخبرني أن: "القوى الثورية لا تفكر بالطريقة التي يفكر بها الآخرون"، مضيفًا: "إنهم لا يريدون مكانًا مختلفًا في العالم؛ ولكنهم يريدون عالمًا مختلفًا، فليس من الحكمة أن تعتقد أنه يمكنك تغييرهم، ولكن قد تأتي لحظة يبدؤون فيها في الشك أو تخطي ثورتهم... وقتها يمكنك أن تبدأ شيئًا". 
 
لم يُظهر السيد خامنئي أي شكوك علنًا، لكنه أظهر في بعض الأحيان قدرة على تقديم تنازلات تكتيكية عندما كان يخشى أن يكون نظامه على المحك، وأن هناك طريقًا آمنًا للتراجع. 
 
كتب ويليام جيه بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية، وأحد المهندسين الدبلوماسيين للاتفاقية النووية مع إيران لسنة 2015، أن الاتفاقية ولدت من خلال "دبلوماسية متشددة، مدعومة بالنفوذ الاقتصادي للعقوبات، والنفوذ السياسي من الإجماع الدولي، والنفوذ العسكري للاستخدام المحتمل للقوة"، واليوم الدبلوماسية ليست متشددة، ولا يتم فرض العقوبات بشكل كامل، ويصعب الحصول على إجماع دولي، ويبدو أن طهران مقتنعة بأن الرئيس بايدن ليس لديه مصلحة في صراع عسكري آخر في الشرق الأوسط. 
 
إن النظام الديني الذي حكم إيران على مدى العقود الأربعة الماضية مريض بمرض ميؤوس منه، لكنه لا يزال يتحمل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الافتقار إلى بدائل قابلة للتطبيق، فلا يمكنه الإصلاح بشكل هادف؛ مدفوعًا بخوف مبرر من أن القيام بذلك سيعجل بوفاته، كما أن الفرسان الأربعة في الاقتصاد الإيراني - التضخم والفساد وسوء الإدارة وهجرة الكفاءات - متوطنون، وتتمثل القواسم المشتركة بين إيران ومناطق نفوذها الإقليمية - سوريا ولبنان واليمن والعراق - في انعدام الأمن والفشل الاقتصادي والتعاسة العميقة. 
 
وجادل كرين برينتون، مؤلف الكتاب المؤثر "تشريح الثورة"، بأن معظم الثورات تشهد فترة راديكالية - عهد الإرهاب - قبل أن تنتقل الأوضاع لطبيعتها في النهاية. وعلى الرغم من أن الحماسة الثورية تراجعت منذ فترة طويلة في إيران، إلا أن الحياة الطبيعية كانت بعيدة المنال، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المصالح الراسخة القوية في الوضع الراهن. 
 
هدف السيد خامنئي وزملائه الثوريين - المؤمنون الحقيقيون الباقون - هو تجنب إيران الطبيعية، والتطبيع مع الولايات المتحدة، مما سيحرم الجمهورية الإسلامية من الخصم الخارجي الذي ساعد في الحفاظ على ترابط قوات الأمن، أي العصبية التي كتب عنها ابن خلدون. وعلى الرغم من أن هذه استراتيجية خاسرة على المدى الطويل، إلا أن الأفق الزمني للسيد خامنئي في ثمانينيات عمره محدود، فلم تكن أولوية السيد خامنئي أبدًا تتعلق بالمصلحة الوطنية لإيران، لكنها تتمثل في الحفاظ على توحيد نظامه وانقسام المجتمع الدولي. 
 
إذا كان تاريخ الجمهورية الإسلامية الممتد لأربعة عقود يشكل أية دليل، فقد يكون السيد خامنئي غير راغب أو غير قادر على حشد إجماع داخلي لإحياء الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة ما لم يشعر أن تماسك النظام يتزعزع، وأن الإرهاق المجتمعي بدأ في تأجيج جيل جديد من الباحثين عن السلطة، والمفارقة في الجمهورية الإسلامية هي أنها تميل إلى التنازل فقط تحت ضغط شديد، ومع ذلك فإن نفس الضغط الخارجي والعزلة يساعدان على إبقائها على قيد الحياة. 
 
إنها لعبة كان السيد خامنئي يتقنها منذ عقود. 
 
 
 
المصدر: النيويورك تايمز  - نون بوست