كُتّاب الموقع
مارين لوبان تخلط أوراق ماكرون في انتخابات الرئاسة الفرنسية

العرب اللندنية

الإثنين 11 نيسان 2022

يتواصل التصويت في فرنسا في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، التي تمثل فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تهديدا غير متوقع لآمال الرئيس إيمانويل ماكرون في الفوز بولاية جديدة.
 
 إذ سيتم حينها نشر أول استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع. وعادة ما تكون هذه الاستطلاعات موثوقة للغاية في فرنسا.
 
وقبل أسابيع فقط، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز سهل لماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي، والذي تعزز موقفه بفضل دبلوماسيته النشطة بشأن أوكرانيا والتعافي الاقتصادي القوي، بالإضافة إلى ضعف المعارضة المتشرذمة.
 
لكن شعبية الرئيس الذي ينتمي إلى تيار الوسط تراجعت لعدة أسباب، منها دخوله المتأخر إلى الحملة الانتخابية إذ لم يعقد سوى تجمع انتخابي واحد كبير، وهو الأمر الذي اعتبره حتى أنصاره مخيبا للآمال، وتركيزه على خطة لا تحظى بالشعبية لرفع سن التقاعد، إلى جانب الارتفاع الحاد في التضخم.
 
في المقابل قامت لوبان، المنتمية إلى اليمين المتطرف والمتشككة في الاتحاد الأوروبي والمناهضة للهجرة، بجولة في فرنسا والابتسامة تعلو وجهها وسط هتافات من أنصارها "سننتصر.. سننتصر". وقد تعزز موقفها من خلال التركيز المستمر منذ شهور على تكاليف المعيشة والتراجع الكبير في الدعم لمنافسها في اليمين المتطرف إيريك زيمور.
 
 
بيد أن استطلاعات الرأي ما زالت تشير إلى أن ماكرون سيتصدر الجولة الأولى ويحقق الفوز في جولة الإعادة أمام لوبان في الرابع والعشرين من أبريل، لكن عدة استطلاعات تقول الآن إن هذا يقع ضمن هامش الخطأ.
 
وفي قرية بوسط فرنسا، قالت سيمون أستير (88 عاما) إنها صوتت لماكرون، لكن دون اقتناع حقيقي. وأضافت "أنا لست راضية أبدا لأنه يوجد دائما شيء غير صحيح".
 
وفي سيفرا، الواقعة خارج باريس مباشرة، قال ناجني ندري (62 عاما) إنه صوت لصالح جان لوك ميلونشون بعدما اجتذبته خطط المرشح اليساري المتشدد بشأن رفع الحد الأدنى للرواتب وخفض سن التقاعد وتجميد أسعار البنزين. وقال "أفكاره مناسبة بالنسبة لي، أنا سائق تاكسي".
 
ويحتل جان - لوك ميلونشون المركز الثالث في استطلاعات الرأي. ودعت حملته الانتخابية الناخبين اليساريين من جميع الأطياف إلى التصويت له، لينال فرصة التأهل إلى جولة الإعادة.
 
وقالت لوبان في تجمع حاشد الخميس "نحن مستعدون والفرنسيون معنا" وسط هتافات من أنصارها، ودعت إلى التصويت لها من أجل إنزال "العقاب العادل الذي يستحقه أولئك الذين حكمونا على نحو سيء".
 
وأمضى ماكرون البالغ من العمر 44 عاما، والذي يتولى السلطة منذ عام 2017، الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية في محاولة توضيح أن برنامج لوبان لم يتغير، على الرغم من الجهود المبذولة لتلطيف صورتها وصورة حزبها التجمع الوطني.
 
وقال لصحيفة لو باريزيان "مواقفها الأساسية لم تتغير، فهي تنتهج برنامجا عنصريا يهدف إلى تقسيم المجتمع، وهو قاس للغاية".
 
وترفض لوبان مزاعم العنصرية، وتقول إن سياساتها ستفيد كل الفرنسيين بغض النظر عن أصولهم.
 
وعلى افتراض أن ماكرون ولوبان سيخوضان جولة إعادة، فإن الرئيس الفرنسي يواجه مشكلة، فقد أخبر العديد من الناخبين اليساريين منظمي استطلاعات الرأي بأنهم لن يصوتوا لصالح ماكرون في جولة الإعادة لمجرد إبعاد لوبان عن السلطة، وذلك خلافا لما حدث في عام 2017.
 
وسيتعين على ماكرون إقناعهم بتغيير موقفهم والتصويت له في الجولة الثانية.
 
وستظهر انتخابات الأحد من الذي سيحصل على أصوات العدد الكبير غير المعتاد من الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم، وما إذا كانت لوبان (53 عاما) تستطيع تجاوز توقعات استطلاعات الرأي وتحتل الصدارة في الجولة الأولى.
 
وقال جان دانيال ليفي، من مؤسسة هاريس إنتراكتيف لاستطلاعات الرأي، عن محاولة لوبان الثالثة للوصول إلى قصر الإليزيه، "مارين لوبان لم تكن قريبة من الفوز بانتخابات رئاسية بمثل هذا القدر من قبل".
 
ويأمل أنصار المرشح اليساري المتشدد جان - لوك ميلونشون الذي يحتل المركز الثالث وفقا لاستطلاعات الرأي في حدوث مفاجأة مختلفة، ودعوا الناخبين اليساريين من جميع الأطياف إلى التحول إلى مرشحهم لينال فرصة التأهل لجولة الإعادة.
 
ويتفق ماكرون ولوبان على أن النتيجة مفتوحة على كل الاحتمالات.
 
وقالت لوبان لأنصارها الخميس "كل شيء ممكن"، في حين حذّر ماكرون أتباعه من التهوين من احتمالات فوز لوبان.