كُتّاب الموقع
وهن إدارة بايدن يمنح الصين وإيران فرصة تعزيز التحالف بينهما

العرب اللندنية

الثلاثاء 25 كانون الثاني 2022

 نجحت إيران والصين في تعزيز التحالف الاستراتيجي بينهما، مستفيدتين من الوهن الذي تبدو عليه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد عام من وصوله إلى الحكم.
 
وسعت إيران للتحايل بشتى الطرق على العقوبات الأميركية المفروضة عليها، وذلك من خلال تعزيز تحالفاتها مع دول تشهد علاقاتها توترا متصاعدا مع الولايات المتحدة على غرار الصين التي تخوض صراعا تجاريا واقتصاديا مع واشنطن.
 
ووفقا لتقرير للأمم المتحدة العام الماضي، استأنفت كوريا الشمالية وإيران التعاون لتطوير صواريخ بعيدة المدى في عام 2020.
 
وقال المحلل السياسي مجيد رفيع زاده رئيس المجلس الدولي الأميركي للشرق الأوسط، في تقرير نشره “معهد جيتستون” الأميركي، إن “حكام إيران يعززون علاقاتهم مع الحزب الشيوعي الصيني، إضافة إلى انتهاكهم العقوبات الأميركية دون أن يواجهوا أي رد فعل من جانب إدارة الرئيس الأميركي بايدن”.
 
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد زار الصين في الخامس عشر من الشهر الجاري والتقى نظيره الصيني وانج يي. وخلال زيارته، أعلن  النظامان الإيراني والصيني عن بدء تنفيذ اتفاقية الشراكة الجديدة بينهما ومدتها 25 عاما.
 
وقال وزير الخارجية الإيراني ”وانج يي عضو مجلس الدولة ووزير خارجية الصين، وأنا توصلنا إلى اتفاق هام في الرأي في مدينة ووشي بإقليم جيانغسو بشأن مجموعة متنوعة من الموضوعات التي تتراوح ما بين برنامج الشراكة الشاملة والمشاورات الخاصة بمحادثات فيينا”.
 
وأضاف ”بالتزامن مع المحادثات في الصين، قمنا بإعداد الأساس للإعلان أن اليوم هو يوم بدء تطبيق الاتفاق الشامل للتعاون الاستراتيجي بين البلدين”.
 
وقال رفيع زاده عضو مجلس إدارة صحيفة “هارفارد إنترناشيونال ريفيو” بجامعة هارفارد إن الخطة التي يشير إليها الزعماء الصينيون والإيرانيون مرتبطة باتفاق مدته 25 عاما تم التوصل إليه بين طهران وبكين في شهر مارس عام 2021، ويدخل الآن حيز التطبيق.
 
ووفقا للاتفاق، سوف تواصل الصين استيراد النفط من إيران رغم العقوبات الأميركية المسلطة على طهران.
 
وبحسب صحيفة “طهران تايمز”، وافق وزير الخارجية الصيني على وجهات نظر نظيره الإيراني التي أعرب عنها في مقال رأي نُشر في صحيفة “جلوبال تايمز الصينية”.
 
وأضافت الصحيفة ”قال وانج إن وجهات وزير الخارجية الإيراني تشير إلى الأفق الواعد في العلاقات بين طهران وبكين”. وتابعت ”أكد وزير الخارجية الصيني استعداد بلاده لتوسيع نطاق التعاون مع إيران في قطاعات التمويل والطاقة والأعمال المصرفية والثقافة” رغم العقوبات.
 
وتمنح الاتفاقية الصين حقوقا كبيرة بالنسبة إلى موارد إيران ومساعدة طهران في زيادة إنتاجها من النفط والغاز. وأظهرت المعلومات، التي تم تسريبها، أن أحد شروط الاتفاق ينص على أن الصين سوف تستثمر قرابة 400 مليار دولار في صناعات النفط والغاز والبتروكيمياويات الإيرانية.
 
وفي المقابل، سوف تكون للصين الأولوية في تقديم العطاءات بالنسبة إلى أي مشروع جديد في إيران مرتبط بهذه القطاعات، وسوف يكون بإمكان الصين أيضا الدفع بأي عملة تختارها.
 
وأضاف رفيع زاده أن “هذه الشراكة لن تساعد النظام الإيراني على تجنب العقوبات الأميركية فحسب، بل إنها تمكنه من الوصول إلى الأموال وتمكين ميليشياتها ومجموعاتها الإرهابية في المنطقة ومواصلة تطوير برنامجها الخاص بالأسلحة النووية”.
 
وعندما تمت مؤخرا مطالبة الصين بوقف وارداتها من النفط الإيراني وفقا للعقوبات رفضت ذلك بشدة. ومن المرجح أن بكين تدرك أن إدارة بايدن لن تتخذ أي إجراءات ملموسة ضد الصين أو إيران.
 
ورغم العقوبات، تقوم الصين على أي حال بشراء كمية قياسية من النفط من إيران وفنزويلا. وعلى سبيل المقارنة، وصلت واردات الصين من النفط من إيران إلى أدنى مستوى لها إبان إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
 
كما أن الاتفاق بين الصين وإيران، الذي يمثل تحديا للولايات المتحدة، له بعد عسكري أيضا. وأجرت القوات المسلحة الإيرانية تدريبا بحريا مشتركا مع الصين وروسيا في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.
 
ويقول رفيع زاده إن “إيران، التي تشكل تهديدا للمنطقة والولايات المتحدة، سوف تكثف أيضا على ضوء كل الاحتمالات سعيها للحصول على أسلحة متقدمة وتكنولوجيا نووية من الصين”.
 
وسوف تقوم الصين من جانبها بنشر خمسة آلاف من قواتها الأمنية على الأرض في إيران. وسوف تكون أيضا للصين، بوصفها أكبر دولة مستوردة للنفط الإيراني، السلطة على جزر إيران وحرية الوصول إلى النفط بسعر مخفض للغاية وزيادة وجودها ونفوذها تقريبا في كل قطاعات الصناعة الإيرانية، بما في ذلك الاتصالات السلكية واللاسلكية والطاقة والموانئ والسكك الحديدية والأعمال المصرفية.
 
وفي سبتمبر عام 2021 وافقت منظمة شنغهاي للتعاون على رفع وضع إيران من مراقب إلى عضو كامل، رغم قيام مجموعة العمل المالي الدولية بإدراج طهران في قائمتها السوداء الخاصة بتمويل الإرهاب.
 
وخلُص رفيع زاده إلى “أنه في الوقت الذي تتعزز فيه الشراكة العسكرية والاستراتيجية بين الصين وإيران، يتمثل الرعب الحقيقي في أن امتناع إدارة بايدن عن اتخاذ موقف حازم ضد حكام إيران وبكين، كما هو الحال مع الوضع في أفغانستان وأوكرانيا، يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة لا حصر لها على مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها، الذين ربما يشعرون بالحاجة  لأخذ الحيطة والبحث ربما عن حماة موثوق بهم أكثر ربما ليس لديهم اهتمام جاد بمصالحنا”.