كُتّاب الموقع
التهدئة بالغاز: هل اجتاز شولتس أول امتحان استراتيجي له أمام بوتين

العرب اللندنية

الأربعاء 16 شباط 2022

 يبدو أن المستشار الألماني أولاف شولتس قد نجح في أول امتحان له خلال زيارته إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء بأن اخترق حالة التحشيد للحرب وأقنع الروس بالتهدئة مقابل فتح الباب أمام استئناف خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي كان قرار وقف العمل به أحد الأسباب المباشرة للتصعيد الروسي في أوكرانيا.
 
وعارضت الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي نورد ستريم 2 البالغ قيمته 11 مليار دولار منذ الإعلان عنه في عام 2015، محذرة من أن المشروع سيزيد من نفوذ موسكو في أوروبا، وتحركت واشنطن للبحث عن بدائل لمد الأوروبيين بالغاز في حال تطور التصعيد في أوكرانيا إلى صدام.
 
وقال الرئيس الروسي بعد اجتماع مع شولتس إن خط نورد ستريم 2 مشروع “تجاري محض” سيعزز أمن الطاقة لأوروبا، وإنه “لا توجد اعتبارات سياسية أو أيّ صبغة سياسية له”، في رد على اتهامات غربية بأن موسكو توظف ورقة هذا الخط لاستهداف أوكرانيا كمعبر رئيسي للغاز الروسي نحو أوروبا، وأن هذا يثير مخاوف من أنها يمكن أن تعتمد حاجة أوروبا للغاز كورقة ضغط.
 
وأضاف بوتين “هذا هو أحد أكبر مشاريع البنية التحتية لأوروبا ويهدف إلى تعزيز أمن الطاقة بشكل كبير في القارة”.
 
ويتهم بعض الساسة والخبراء الأوروبيين روسيا باستخدام إمداداتها للطاقة كأداة سياسية ودعوا إلى تقليص الاعتماد على صادرات السلع الأولية من موسكو.
 
ويقول مراقبون إن نجاح شولتس في لعب ورقة نورد ستريم 2 للمساعدة في التهدئة ومنع الحرب سيصبّ في صالحه كشخص وفي صالح سياسات ألمانيا المتحفظة على التصعيد ضد روسيا والتي لم تجار حماس الأميركيين ولا بعض الدول الأوروبية.
 
وأكدت الحكومة الألمانية خلال الأيام الماضية معارضتها إرسال أسلحة إلى أوكرانيا وسط تصاعد التوتر بين الأخيرة وروسيا.
 
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سايبرت إنه “لن يكون هناك أيّ شحنة أسلحة فتاكة (إلى أوكرانيا). كان هذا هو الحال من قبل خلال الحكومة السابقة وسيظل نفسه مع الحكومة الحالية”.
 
ولطالما انتقدت أوكرانيا والعديد من الحلفاء في الناتو موقف ألمانيا المعارض لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا لردع روسيا.
 
وسيضاعف نورد ستريم 2 الطاقة السنوية الحالية لخط الأنابيب القائم نورد ستريم عبر بحر البلطيق إلى 110 مليارات متر معكب من الغاز أو أكثر من نصف صادرات الغاز الحالية لروسيا عبر خطوط أنابيب إلى أوروبا.
 
لكنّ كلا المشروعين مصممان للالتفاف حول أوكرانيا، وهي طريق رئيسي لصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، مما سيحرم كييف من المليارات من الدولارات في إيرادات من رسوم المرور.
 
وكرر بوتين أيضا القول بأن روسيا مستعدة لمواصلة صادرات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد عام 2024 عندما ينتهي الاتفاق الحالي لمرور الغاز، لكن فقط إذا كان هناك طلب على الغاز في أوروبا وإذا كان الطريق مجديا اقتصاديا.
 
وقال شولتس، الذي تحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين، إنه ملتزم بضمان مرور الغاز الروسي عبر أراضي أوكرانيا وفقا للاتفاقيات القائمة.
 
وسئل المستشار الألماني عن خط الأنابيب نورد ستريم 2 فكرّر القول بأنه في حين أنه عازم على ضمان عدم حدوث مجابهة في أوكرانيا، إلا أنها إذا حدثت، فستكون هناك عواقب.
 
ويمكن أن يضخ نورد ستريم 2 حوالي 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا. ويمثل هذا أكثر من 50 في المئة من الاستهلاك السنوي لألمانيا، ويمكن أن يحقق ما يصل إلى 15 مليار دولار لشركة غازبروم، الشركة الروسية المملوكة للدولة التي تتحكم في خط الأنابيب، بناء على متوسط ​​سعر التصدير في عام 2021.