كُتّاب الموقع
مبادرة السلام العربية شرط السعودية للتطبيع مع إسرائيل

العرب اللندنية

الأربعاء 15 كانون لأول 2021

رهنت المملكة العربية السعودية التطبيع مع إسرائيل بتنفيذ بنود المبادرة العربية للسلام المطروحة عام 2002 في قمة بيروت، وهو طرح قديم متجدد تتمسك به الرياض كشرط أساسي لأي عملية سلام في المنطقة.
 
وقال مندوب الرياض الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي الثلاثاء إن “آخر موقف سعودي رسمي هو أننا على استعداد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بمجرد أن تنفذ بنود مبادرة السلام السعودية (المبادرة العربية للسلام) التي تم طرحها عام 2002”.
 
وأوضح أن المبادرة “تدعو لإنهاء احتلال كل الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير”.
 
وأضاف المعلمي “بمجرد حدوث ذلك فإنه ليست السعودية وحدها ولكن العالم الإسلامي بكامله، والأعضاء الـ57 بمنظمة التعاون الإسلامي سيتبعوننا في ذلك، أي في الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات معها”.
 
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قد أكد في مرات عديدة أن السعودية لن تؤيد أي خطة سلام في الشرق الأوسط لا تعالج وضع القدس أو حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
 
وللسعودية تاريخ فعلي في محاولة الوصول إلى سلام، ففي مارس 2002 قدمت مبادرة سلام خلال القمة العربية في بيروت، وقد أقرتها القمة بالإجماع.
 
وتنص المبادرة على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها.
 
وحظيت الخطة بدعم دولي ووضعت ضغطا لفترة وجيزة على رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آريل شارون. إذ كانت فرصة لإنهاء الصراع التاريخي بين العرب وإسرائيل مرة واحدة وإلى الأبد، ولكن قبل نشر الخطة، فجرت حركة حماس فندقا إسرائيليا في نتانيا، وقتل في الانفجار 30 شخصا وأصيب أكثر من 100، فتوقفت كل محادثات السلام المطروحة على الطاولة.
 
وشدد المعلمي على أن “الوقت لا يُغير الصواب أو الخطأ”؛ فـ”الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خطأ مهما طال أمده”.
 
وأضاف “الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، في ما يتعلق بالمستوطنات والحصار وحرمان الفلسطينيين من كرامتهم وحقوقهم، خاطئة، وهذا لا يتغير”.
 
وأوائل نوفمبر الماضي أفادت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أن وفدا مكونا من 20 رئيسا للجاليات اليهودية في الولايات المتحدة زار السعودية، وعقد اجتماعات مع مسؤولين كبار في المملكة، بهدف الدفع لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
 
وأوضح رجل الأعمال الأميركي اليهودي فيل روزين أن “القيادة السعودية تهيء المناخ في المملكة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
 
وأضاف أن “السعوديين يعتبرون إسرائيل قوة قادرة على مساعدتهم في احتواء التهديد الإيراني”.
 
على استعداد لتطبيع العلاقات
 
ورجح أن يحصل التطبيع خلال شهور أو سنوات قليلة، معربا عن اعتقاده بأن “الرياض مستعدة للتقدم نحو التطبيع حتى دون تأييد الإدارة الأميركية لذلك”.
 
وكان جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد حث السعودية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، معتبرا أن هذه الخطوة ستصب في صالح اقتصاد ودفاع المملكة، وستسهم في الحد من قوة إيران في المنطقة.
 
ووقعت إسرائيل في 2020 اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، واستئنافها مع المغرب، فيما تم إعلان قرار تطبيع العلاقات مع السودان، فضلا عن مساع إسرائيلية أعلنت مؤخرا لإدخال دول عربية وإسلامية أخرى، بينها جزر القمر، إلى هذا الخيار.
 
وتعهدت إسرائيل بموجب اتفاق التطبيع مع الإمارات بتعليق خطتها لضم أراض بالضفة الغربية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو شدد على أن حكومته لن تتخلى عن خطط ضم غور الأردن والمستوطنات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
 
 
 
المصدر: العرب اللندنية