كُتّاب الموقع
سؤال الى...الله !

نبيه البرجي

الجمعة 30 آذار 2018

حتى تحت مظلة الله، وأنبيائه الذين يبدو أنه بعث بهم عشوائياً، أو انتقائياً، شهدت البشرية كل تلك الآلام. ماذا حين تكون البشرية تحت مظلة أميركا، ووكلائها الذين اما أغبياء أو قتلة ؟».


كلام للكاتبة توني موريسون، الزنجية الحائزة على نوبل في الأدب. هذا قبل أن يطأ دونالد ترامب البيت الأبيض. لندع بيرني ساندرز يقول انه الرجل الذي يجمع بين كل مواصفات المهرج وكل مواصفات مصاص الدماء.


ربما لا تدري موريسون من هم وكلاء بلادها في الشرق الأوسط. قد يكونون الأشد سوءاً في التاريخ بعدما انفصلوا كلياً عن الزمن.


في نهاية المطاف لسنا، في نظر ديناصورات الاستبلشمانت, أكثر من بقايا (متحجرة) من الهنود الحمر.


لا خلاص في المدى القريب. المنطقة الثرية بالموارد شديدة الحساسية على المستوى الاستراتيجي. طويلاً ستبقى رهينة الخواء السياسي والثقافي. النوم داخل ثلاجة الدم.


الادارة الأميركية الحالية اذ تفتقد الرؤية الاستراتيجية، تعوزها القفازات الحريرية. ثمة وحيد للقرن ولا يستطيع أن يتحمل سوى الذين على شاكلته، وعلى خطاه.


بالرغم من اعتناقها المسيحية، وهي من عائلة هندية وهندوسية، قالت نيكي هايلي مازحة « في أميركا لا تجد من حاجة الى الله. ربما فقط في بعض ساعات الويك اند». التي كانت فراشة ذات يوم، وكان اسمها نيمراتار اندهاوا، كيف أصبحت امرأة على شكل حبل المشنقة (هكذا وصفها ديبلوماسي من فنزويلا) ؟


دين أتشيسون، وزير الخارجية في عهد هاري ترومان هو من استنبط مصطلح «الحرب الباردة»، وان كان بعض المؤرخين يؤكدون أنه للملكة ايزابيلا التي طردت العرب من الأندلس بعدما أغوتهم ثانية لوثة البداوة.


جون بولتون يرفض القول انها العودة الى الحرب الباردة. في هذا العالم لا مكان الا للأمبراطورية (الرومانية) الأميركية. روسيا ظاهرة آنية، لا دور لها سوى في الزوايا. الصين التي قد تتفوق اقتصادياً على الولايات المتحدة بحلول منتصف القرن لم يجد فيها مستشار الأمن القومي سوى «غابة من القردة الصفراء».


لا مكان للعبقرية الا في الولايات المتحدة. يفترض بالآخرين أن يدوروا حول الكوكب الأميركي أو أن يتعلقوا بأذياله.


في نظره أن المشكلة في سوريا ليست ايران التي بالامكان تحويلها، خلال لحظات، الى أثر بعد عين. هي أمبراطورية الصفيح، كما وصفها في احد تعليقاته على شبكة «فوكس نيوز». ما ينبغي فعله هو ارغام الدببة القطبية على مغادرة هذا المكان.


وصف فلاديمير بوتين بـ«الفقاعة السوداء». و «لندع الاتحاد الروسي يتفكك في سوريا مثلما تفكك الاتحاد السوفياتي في أفغانستان».


رولان دوما، وزير الخارجية الفرنسية السابق، رأى أن قضية سيرغي سكريبال «تراجيديا ضاحكة». المايسترو الأميركي هو من يتولى ادارة الأوركسترا لتعرية روسيا ودفعها الى ما وراء الثلوج.


سأل ما اذا كانت هناك خلفيات فرويدية وراء الموقف العاصف من الروس (اندحار نابليون بونابرت وادولف هتلر عند أبواب موسكو). لاحظ أن التراث الهوليوودي حفل بتلك الأفلام التي تتحدث عن ملاحقة الجواسيس وتصفيتهم. لماذا الضجيج الآن؟


بطبيعة الحال لا يخطر في باله كيف يمكن أن تهتز ضمائر الذين ألقوا القنبلة الذرية على هيروشيما من أجل عبوة غاز على جاسوس يعمل ضد بلاده. ماذا فعل الأنكليز والفرنسيون بالشعوب الأخرى على امتداد القرنين الفائتين ؟


لا منطق في العلاقات الدولية. انه صراع المصالح. اذا اندلعت الحرب الباردة لا بد أن نفتقد الألق بغياب القامات العالية خارج الاستقطاب الثنائي أو الأحادي. لا جمال عبد الناصر، ولا جواهر لال نهرو، ولا جوزف بروز تيتو، ولا أحمد سوكارنو أو كوامي نكروما.


الباحث والمستشرق الفرنسي جيل كيبل قال «اذا تسنى لي أن ألتقي الله فلسوف أسأله، لماذا قرر نقل جهنم الى هذه المنطقة من العالم». كل شيء يشي بأننا مقبلون على أزمات لا تقل ضراوة، وبالتواطؤ مع ذلك الطراز من الحكام الذي لا يصلحون حتى لادارة عربات الخضار.


بدورنا، ودون أن نلتقي الله، وبعيداً عن أساقفة الغيب الذين يدفعون بنا أكثر فأكثر نحو ثقافة العدم، نسأله، بكل ود، لماذا نقلت جهنم الى الشرق الأوسط ؟!



المصدر: الديار