كُتّاب الموقع
الإستخبارات التركية في النمسا ـ المهام والأذرع

بسمة فايد

الإثنين 8 شباط 2021

تعول الاستخبارات التركية على الاتحادات الإسلامية وأئمة المساجد والسفارات التابعة لها في النمسا للتأثير على الجاليات المسلمة والتجسس على المعارضين وتعقبهم. وتصاعدت مخاوف السلطات النمساوية من توسع نفوذ المخابرات التركية الملحوظ في النمسا، ما دفع السلطات النمساوية لاتخاذ إجراءات صارمة لتقويض أذرع المخابرات التركية في فيينا

شبكات عملاء أنقرة في النمسا -الاستخبارات

كشف السياسي النمساوي الكردي”بيريفان أصلان” وفقا لـ”سكاي نيوز عربية” في 30 سبتمبر 2020 عن شبكة من عملاء الاستخبارات التركية في عدة مقاطعات نمساوية، من بينها العاصمة فيينا. ويقدر إن شبكة المخابرات التركية في النمسا تضم ما لا يقل عن (400) مخبر. وكشف خبير ألماني مختص بالمخابرات التركية لـ«الشرق الأوسط» عن وجود نحو (800 ) عميل تركي يعملون مقابل راتب في الدول الأوروبية الناطقة بالألمانية وهي ألمانيا والنمسا وسويسرا، بسبب وجود عدد كبير من الأتراك فيها. الاستخبارات

صرح ” كارل نيهامر ” وزير الداخلية النمساوي عن “شبكة عملاء” أتراك في النمسا. وأكد إن (35) شخصاً دخلوا تركيا قادمين من فيينا بين عامي 2018 و2020، ألقي القبض عليهم قبل أن تتواصل معهم المخابرات التركية وتطلب إليهم أن يصبحوا جواسيس لها مقابل إطلاق سراحهم وفقا لـ”الشرق الأوسط ” في 3 سبتمبر 2020. الاستخبارات ـ واجهات عمل الاستخبارات التركية في ألمانيا

أذرع الاستخبارات التركية في النمسا

أكد “فرانز راف” المدير العام للسلامة العامة في النمسا إن هناك دلائل واضحة على نفوذ تركي في النمسا. وظهرت هذه النتائج في أعقاب تحقيقات مكثفة أجرتها الشرطة النمساوية بعد اشتباكات عنيفة بين جماعات تركية وكردية في فيينا وفقا لـ”العربية” في 1 سبتمبر2020.

السفارات: كشفت وثائق لموقع “نورديك مونيتور” في سبتمبر 2020 أن البعثات الدبلوماسية التركية شاركت في جمع معلومات استخباراتية عن المعارضين الأتراك في النمسا. حيث يقوم الدبلوماسيون الأتراك بالتجسس ومراقبة رجال الأعمال والمعلمين وممثلي الجمعيات المحلية الأتراك. ويتم إرسال المعلومات عنهم إلى وزارة الخارجية التركية في أنقرة لتوجيه تهم الإرهاب إليهم.

الذئاب الرمادية : يتوسع نفوذها في في مدينة “كوفشتاين” بمقاطعة تيرول غربي النمسا، يضم التنظيم حوالي(2000) شخصا بالإضافة إلى مساجد ومنظمات ثقافية. نظمت جماعات يسارية كردية وتركية ونمساوية في يونيو 2020، في فيينا احتجاجاً على العمليات العسكرية التركية الجارية في كردستان العراق. وتعرضت هذه الاحتجاجات لهجوم من قبل مجموعات قومية تركية، معظمها تابع أو متعاطف مع تنظيم “الذئاب الرمادية” المتطرف.

الإخوان المسلمين : ذكر “ورينز فدينو” مدير مركز التطرّف في جامعة جورج واشنطن الأميركية، إنّ هناك دلائل واضحة على تلقي الإخوان في النمسا وفي أوروبا بشكل عام تمويلا من تركيا. النمسا … قائمة المنظمات و الجماعات المتطرفة و أنشتطها

حركة ميللي جورج : تمتلك شبكة واسعة من التنظيمات والمساجد والمدارس، وتمتلك (40) مؤسسة تعليمية و(20) مسجدا ويقدر عدد الأعضاء فيها بـ(12) ألف عضو وفقا وكالة الأنباء النمساوية الرسمية.

الاتحاد الإسلامي التركي بفيينا “أتيب”: لها (64) مقرا ومسجدا في عموم النمسا، بينها (5) مقرات كبيرة في فيينا، أبرزهم مقر يقع في الحي العاشر بالعاصمة النمساوية فيينا.يقدر عدد أنصار الاتحاد بحوالي (100) ألف وتعد مديرية الشؤون الدينية التركية “حكومية من أهم مصادر تمويلها

المساجد : جرى تدريب أطفال على تمثيل “معركة غاليبولي أو حملة الدردنيل” بأحد أبرز المساجد في النمسا، التي تحصل على تمويل تركي، ويديره الاتحاد الإسلامي التركي في النمسا. وصور تمثيل المعركة صبيانا في زي عسكري وهم يؤدون التحية العسكرية ويقفون في طابور ويلوحون بأعلام تركية أمام حضور من الأطفال. بينما ظهر في صورة ثانية، أطفال وهم يتمددون أرضا حيث يمثلون دور ضحايا المعركة وقد لفوا أجسامهم بالعلم التركي وفقا لـ”مونت كارلو”.

نماذج للتجسس التركي في النمسا -الاستخبارات

أفادت صحيفة “تليغراف” البريطانية، إن الجاسوس التركي”فياض أوزتورك” تحول إلى مبلّغ وكشف عن خطة تشمل مهاجمة ثلاثة أشخاص من بينهم السياسية النمساوية من أصل كردي “بيريفان أصلان”. وأكد إنه تعرض للابتزاز من قبل جهاز المخابرات التركي للمشاركة في عملية الاغتيال بهدف نشر الفوضى وإرسال رسالة لشخصيات أخرى. وإنه تم التخطيط لتنفيذ هجمات عنيفة ضد سياسيين آخرين في النمسا، بما في ذلك بيتر بيلز، القيادي في حزب الخضر النمساوي.

أعلن ” كارل نيهامر” وزير الداخلية النمساوي إن بلاده ستوجه اتهامات لشخص اعترف بالتجسس لصالح المخابرات التركية، وإن السلطات تحقق في المزيد من أنشطة التجسس المشتبه فيها وحذر تركيا من أنه لا يمكن التغاضي عن ذلك. وأضاف “الأمر يتعلق بممارسة نفوذ قوة أجنبية داخل النمسا وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق”.

جهود النمسا لتقويض الأنشطة الاستخباراتية التركية

تحركت السلطات النمساوية وفقا لـ”فولكس بلات” في 10 ديسمبر 2020، لحظر تنظيم الذئاب الرمادية في البلاد. وكانت قد حظرت السلطات النمساوية الشعارات والرموز المرتبطة بتنظيم الذئاب الرمادية في مارس 2019.

تفحص النمسا ملفات رفعها نائب عن حزب الخضر “بيتر بيلز”، يتهم فيها فرع الاتحاد في النمسا بالتجسس لصالح أنقرة، مؤكدا حيازته معلومات تثبت ضلوع هذا الفرع في مراقبة عناصر من جماعة “خدمة” إضافة إلى أكراد وصحافيين معارضين وفقا لـ”العرب اللندنية ” في 6 أغسطس 2020..

أغلقت النمسا العديد من المساجد التابعة لتركيا في النمسا على خلفية “أنشطة التجسسية”. بالإضافة إلى قرار البرلمان النمساوي بإغلاق المساجد التركية التابعة لهيئة الشؤون الدينية التركية داخل النمسا في سبتمبر 2019. أقامت السلطات النمساوية دعاوى قضائية ضد أئمة المساجد الذين يحصلون على الدعم المالي من تركيا في إطار تفعيل قانون يحظر التمويل الخارجي لأئمة المساجد وكانت وافق البرلمان النمساوي في عام 2015على مشروع قانون ينص على الامتناع عن استقبال أئمة جدد من تركيا وإخلاء النمسا من الأئمة الأتراك العاملين في مساجد تابعة لفرع الاتحاد الإسلامي التركي

تقييم لأنشطة الاستخبارات التركية في النمسا

– يشرح الخبير في المعهد النمساوي للاستخبارات والدراسات الأمنية”أندريان هاني” طرق تجنيد أنقرة للعملاء الأولى: عبر إغرائهم بالمال، وهذه تحصل إما عبر البعثات الدبلوماسية التركية في فيينا، وتمر عبر المخابرات التركية المركزية، أو عبر مجموعات المساجد والمنظمات الدينية التركية المنتشرة في النمسا.الثانية: فتتم عبر الاعتقالات، “فبعد اعتقال أحدهم في تركيا، تقدم السلطات الأمنية التركية عرضاً للمعتقل، ويُخيّر بين مواجهة السجن أو القيام بعمليات تجسس على المعارضين”.

– بحسب “سوزان راب” وزيرة الاندماج النمساوية، فإن تركيا “تسعى لممارسة تأثيرها في النمسا من خلال الجمعيات التركية، مشيرة إلى وجود (500) جمعية تركية في النمسا. وحذرت الوزيرة من “المجتمعات الموازية” وما ينتج عن ذلك من مشكلات في الاندماج.

– خلصت نتائج تحقيق لجنة خاصة تابعة للشرطة النمساوية في سبتمبر 2020 إلى أن المخابرات التركية جندت محرضين للمساعدة في إثارة اشتباكات عنيفة خلال احتجاج كردي في شارع في منطقة “فافوريتين” في فيينا. ويقول بيلتس زعيم قائمة “الآن” في البرلمان النمساوي في حوار مع وكالة الأنباء النمساوية الرسمية “إيه.بي.إيه” إن النظام السياسي في النمسا مخترق من الجماعات الإسلامية التركية والإخوان المسلمين، مضيفا “الأخطار المرتبطة بالإسلام السياسي في النمسا، ازدادت بشكل درامي”.

 

المصدر: المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات-ألمانيا و هولندا