كُتّاب الموقع
يا أمتي السورية انهضي

شارل أيوب

الخميس 18 كانون الثاني 2018

من مئات السنين وانت تتعذبين يا أمتي السورية، على كامل ارض الوطن السوري، ومؤامرات الدول تحاك ضدك ولا تنهضين. وانت الامة الرائدة العظيمة في تاريخ الانسانية، انت اوغاريت، انت ابلة، انت زنوبيا، انت ميناء جبيل، وعمره 4 الاف سنة، انت مهد الحضارة، انت من علّم الانسانية الحرف عبر قدموس، انت رواية الحزن بين ادونيس وعشتروت على نهر ابراهيم، انت اشور واكاد في العراق ونينوى ومكتبات بغداد، التي كانت بالمئات واحرقها التتر والمغول، وحوش بشرية يحرقون حضارات واثار حضارات بكاملها.


يا امتي السورية لن اذهب بعيدا، اعود الى جرحك النازف، فأترك الاهواج وكيليكيا واسكندرون وسيناء، الى الجرح النازف في فلسطين، حيث الصهيونية تخطط منذ مئات السنين لاغتصاب جنوب سوريا وهي فلسطين. والصهيونية لا يكفيها فلسطين فقط، بل تريد ان تتوسع من النيل الى الفرات، وعلى امتداد مئات السنين تخطط، فيا امتي متى تنهضين، يا امتي صاحبة الشخصية القوية، صاحبة السيادة على نفسك، انت من قدمت الى الحضارة اعظم آثار واعظم معالم الحضارة العمرانية والمدنية وارادة الحياة على مدى الوطن السوري.


اعود الى سنة 1917 عندما حصلت الصهيونية العالمية على وعد بلفور بإعطاء اليهود ارض فلسطين وطنا قوميا لهم، وبعد الحرب العالمية الثانية كيف قام البريطانيون وطوال 28 سنة بتهريب الصهاينة الى فلسطين عبر البحر واضطهاد شعبنا السوري الفلسطيني العظيم.

 

ولم يكن لدى شعبنا في جنوب سوريا في فلسطين اسلحة، بل قام طوال 28 سنة الانتداب البريطاني بتسليح الصهيونية والصهيونيين ومنظمات الارهاب لدى الصهيونية بالاسلحة، وكانوا يطلقون النار على كل مظاهرة من شعبنا السوري الفلسطيني. ويقتلون بالعشرات، واما مخازن السلاح البريطاني فكانت للصهاينة ولليهود، اما الفلسطيني الذي يحمل البندقية فكان الانتداب البريطاني يقوم باعدامه.


ثم قام الجيش البريطاني بتسليح منظمات الهاغانا والمنظمات الارهابية الاخرى، وعمل على توحيد هذه المنظمات ضمن ما سمّي جيش اسرائيل وهو الجيش الوحشي الذي قام بالمجازر في كفرقاسم ودير ياسين وغيرهما.


يا امتي السورية، لقد ذهبت نتيجة المؤامرة الصهيونية العالمية، وذهبت ضحية مؤامرة الانظمة العربية عليك، فطلبوا من شعبك الفلسطيني ترك فلسطين، كي يقوم ما يسمى جيش الانقاذ العربي بضرب الصهاينة، وهو كان اداة في يد الانتداب البريطاني، فخرج شعبنا من فلسطين الى المخيمات ليحتل الصهاينة ارض فلسطين سنة 1948 وليعلنوا اول جزء من ارضهم الاسرائيلية على 20 الف كلم مربع مع الجزء الغربي من مدينة القدس المقدسة عاصمة جنوب سوريا - فلسطين، وتحت عنوان الطوارىء وتحت عنوان الحرب مع العدو الاسرائيلي تم فرض حالات الطوارىء في الانظمة العربية، وتمت اقامة الديكتاتوريات العربية وقتل الانظمة الديكتاتورية العربية من شعبنا السوري مثلما قتلت الصهيونية من شعبنا، واما الابداع السوري والفكر السوري العظيم والفلسفي والخلاق فكان ضحية اسكاته من قبل انظمة ديكتاتورية تحت عنوان محاربة الصهيونية وما كانوا يحاربون الصهيونية.


وكم من هذه الانظمة في الوطن السوري ضمن الكيانات التي تم تقسيمها عبر اتفاقية سايكس - بيكو اقامت علاقات مع الصهيونية وكانت اداة لها ضد شعبنا السوري العظيم.


جاءك يا امتي السورية عظيم من بلادي زعيم كبير هو مؤسس النهضة القومية السورية هو الزعيم انطون سعاده، وبعد 1000 سنة من الغرق تحت الاحتلالات والغزوات وقف ليعلن شخصية الامة السورية وسيادتها على نفسها ودعوة السوريين الى النهضة ودعوة السوريين الى الوعي، دعوة السوريين الى معرفة هويتهم الحقيقية، دعوتهم الى معرفة وطنهم السوري العظيم لكن المؤامرة الصهيونية مع الانظمة العربية كانت غادرة وخبيثة، فاستشهد هذا الكبير، هذا الزعيم، هذا الفيلسوف، هذا القائد، هذا المنظم لاهم حركة قومية هي الحركة السورية القومية الاجتماعية، وتم اعدامه في ليلة ظلم وغدر من قبل الصهيونية وانظمة عربية دون حق الدفاع عن النفس، دون محاكمة علنية، دون محاكمة في النهار بل في الليل وجرى اعدامه، دون حق اعطائه ورقة وقلماً ليكتب بضع عبارات قبل ان يستشهد، ومشى الى الاستشهاد وقال يا خجل التاريخ من هذه الليلة.


واضاف انا اموت اما حزبي فباق، واعلن بالصوت العالي ان موتي شرط لانتصار القضية، وما نحن نعيش في ظل عشرات السنوات فقط، بل نحن نعيش في ظل عبارة أطلقها الزعيم السوري القومي الاجتماعي انطون سعاده عندما قال لو انفك عني جميع القوميين لناديت اجيالا لم تلد بعد، وانتشر الحزب القومي الاجتماعي في العراق والشام وفلسطين والاردن وعلى مدى الوطن السوري، وخافت الانظمة العربية فسارعت مع الصهيونية التي عرفت ان الخطة المضادة المنظمة لإسقاط الصهيونية هي الحركة السورية القومية الاجتماعية ولذلك تم اعدام في ليلة غدر قائد الثورة القومية الاجتماعية الزعيم انطون سعاده.


يا أمتي، بالامس جاءك بائع هوى، اسمه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وأعلن ان مدينتنا المقدسة القدس هي عاصمة الكيان الصهيوني، هكذا اختصر 4 الاف سنة من وجودنا السوري لا بل 5 الاف سنة من وجودنا السوري في القدس، واكمل المخطط الصهيوني عمليات الاستيطان واقامة مئات الالاف من الوحدات السكنية لإسكان الصهاينة، فيما اعلام الكيان الصهيوني ترفرف في كيانات من الامة السورية وكيانات عربية تدّعي العروبة ومحاربة الصهيونية، وفيما اهل العربة وشبه الجزيرة العربية والمغرب ووادي النيل يقومون بالتطبيع تحت الطاولة مع العدو الاسرائيلي على حساب الوطن السوري.


وكما قال الزعيم انطون سعاده ان الصهيونية لن تكتفي بجزء من فلسطين بل تريد الانتشار من الفرات الى النيل، هكذا كان عدوان 1967 يوم احتلال الضفة الغربية من فلسطين وغزة وهضبة الجولان حيث جبل حرمون المقدس، ورمزيته التاريخية، وكم ابى حرمون ان يصل الى قمته احد الغزاة او غيرهم، الا ان الصهيونية وصلت لكنها زائلة حتما، وستسقط عن جبل حرمون، وسيعود السوريون لزيارة حرمون من العراق من الكويت من فلسطين من الاردن من لبنان من الشام من قبرص من كامل الوطن السوري.


نحن لا نعيش في حلم، نحن نعيش في اليقظة، نحن نعيش في العقل الذي هو الشرع الاعلى، نحن نعيش النهضة السورية القومية الاجتماعية، ولكن للاسف اين هم السوريون القوميون الاجتماعيون الذين هم اكثرية كبيرة في شعبنا السوري، انهم في منازلهم، انهم موجوعون، انهم في مرحلة الاشمئزاز من الوضع الحزبي السائد، لان حزب الزعيم انطون سعاده هو حزب النهضة، هو حزب الواجب هو حزب القوة هو حزب الحرية هو حزب المناقبية.


ألم يسألوا الزعيم انطون سعاده ليلة استشهاده ما هي ثروتك ولمن توصي بها، فقال ليس عندي ثروة، في جيبتي 400 ليرة، فانني اوصي لزوجتي الامينة الاولى بـ 200 ليرة ولبناتي بـ 200 ليرة، وهذه كانت ثروة الزعيم انطون سعاده المادية. اما ثروته العظيمة الروحية المتفوقة على الموت وفي الوقت عينه حب الاستشهاد متى كان الموت طريقا للحياة، فكان يحتقر المادة والمال، وعاش في شقة صغيرة في شارع الحمراء في بيروت، وقضى 9 سنوات في الهجرة القسرية في الارجنتين وهو يوزع على دراجة هوائية اعداد جريدة النهضة للسوريين القوميين الاجتماعيين في الارجنتين، يكتبها ويحررها ويتابعها ثم يقوم بتوزيعها، ثم يحاضر ثم يخطب ويلتفّ الشعب السوري حوله، وغاب 9 سنوات غياباً قسرياً عن الوطن السوري وعندما عاد كانت اكبر مظاهرة سورية من شعبنا كله، من الاردن من فلسطين من العراق من الشام من لبنان من كل الوطن السوري. فخافوا من هذه المظاهرة وعملوا بأقصى سرعة على اعدام مؤسس النهضة السورية القومية الاجتماعية الزعيم انطون سعاده.


انت يا زعيمنا تعيش في دمنا، وكما قلت ان الدم الذي يجري في شراييننا هو وديعة الامة عينها لدينا، فمتى طلبتها وجدتها.


انت عزة نفسنا، انت التعاقد الابدي معك، نحن نستشهد او نرحل من الدنيا ونهتف تحيا سوريا ويحيا سعاده. ولن تكون سوريا الا للسوريين، وما يسمونه الآن الجمهورية العربية السورية هي بلاد الشام، اما سوريا الوطن السوري فهو يضم الوطن من فلسطين الى العراق والكويت، الى الاردن ولبنان والشام وقبرص وكامل الاراضي المسلوخة عن ارض الوطن السوري.


يا زعيمنا كم نتمنى ان نسير على دربك، يا زعيمنا انت قدوتنا وليس من حل لانتصار القضية القومية الاجتماعية الا بالعودة الى تعاليمك، فالعودة الى سعاده هي طريق الانتصار.



المصدر: الديار