كُتّاب الموقع
ايران ... بين "حمامة السلام" دونالد ترامب ... و"الصقر الهمام" ... جون بولتون؟!!

د. جمال واكيم

الثلاثاء 18 حزيران 2019

يتجه الموقف في الشرق الأوسط الى مزيد من التصعيد مع اعلان الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني عزمه على اعادة تخصيب اليورانيوم الى نسب عالية في حال بقي الغرب يمنعها من تسويق نفطها في السوق العالمية. ومن المفترض ان يدخل القرار الايراني حيز التنفيذ خلال عشرة ايام من تاريخ الاعلان هذا في ما اعتبر تهديدا للحكومات الاوروبية في حال لم تعد الى الالتزام بمقررات الاتفاق النووي الذي وقع مع ايران في العام 2015.

في المقابل فإن الولايات المتحدة لا تزال تواصل ضغوطها ضد ايران عبر العقوبات التي عادت اليها بعد اعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران. ورهانه يقع على قدرة الولايات المتحدة على الضغط على الشركات الاوروبية والتي تمتلك رأسمالا امريكيا وحصصا في السوق الاميركية تجعلها غير مستعدة للتضحية بها لقاء حصة من السوق الايرانية التي، وعلى أهميتها، تبقى أقل بكثير من حجم السوق الأميركية.

ويمر الاقتصاد الايراني بفترة عصيبة نتيجة العقوبات هذه في ظل عدم قدرة حلفائه الروس والصينيين على كسر الهيمنة الأميركية على سوق التجارة العالمية للنفط. في نفس الوقت فإن الوضع في منطقة الخليج يشهد تصعيدا في التوتر بعد هجمات تعرضت لها ناقلات نفط تابعة لشركات عالمية عدة. وقد تم تبادل الاتهامات بين ايران من جهة والولايات المتحدة والقوى المتحالفة معها من جهة أخرى.

وقد تكون ايران مستفيدة من عرقلة الملاحة في مضيق هرمز بما يؤثر على وصول النفط الخليجي الى الاسواق العالمية، وذلك ردا على منعها من تصدير نفطها، ما يجعلها احد المنفذين المحتملين لهذه الهجمات. الا ان الاحتمالات تضع في دائرة المسؤولية عن الهجمات الولايات المتحدة نفسها وخصوصا الفريق الذي يمثله جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي، والذي يريد الحرب مع ايران بأي ثمن. في المقابل قد يبدو الرئيس ترامب أقل المتحمسين لمواجهة عسكرية مع ايران على الرغم من لهجته الحربجية، خصوصا أنها قد تكون طويلة ومكلفة بما يؤثر سلبا على حظوظه بالفوز بولاية رئاسية ثانية خصوصا ان الحملة الرئاسية تبدأ بعد اشهر قليلة.



المصدر: akhbar961