الشرع يطوي مع سلام صفحة العلاقات المشوهة مع لبنان؟
المدن
الثلاثاء 15 نيسان 2025
طوى الرئيس أحمد الشرع وضيفه رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، صفحة مريرة من العلاقات السورية اللبنانية، بعد عقود من العلاقات القسرية غير الندية التي استنزفت موارد البلدين في خدمة مشروع استبدادي طائفي، وفتح انتصار الثورة السورية على نظام الأسد القمعي الأجواء والمناخات لحوار صريح بنّاء حول قضايا متراكمة، معقدة وشائكة.
صفحة جديدة
وقالت مصادر مواكبة لاجتماعات اليوم التي حضرها وزراء الخارجية والدفاع والداخلية وعدد من المستشارين، ونظراؤهم من الجانب السوري، إن اللقاءات اتسمت بالود والصدق والصراحة والحرص على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين حيث وصفتها بأنها علاقة نوعية في شكلها ومضمونها.
وأضافت المصادر لـ"المدن"، أن الجانب اللبناني طرح جملة موضوعات كان في مقدمتها ملف المعتقلين اللبنانيين والمفقودين في سوريا، وموضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية لسحب الذرائع من إسرائيل التي لا تعترف بالحدود ولا بالقانون الدولي، (يشار إلى ان الحدود بين سوريا ولبنان تمتد من الشمال إلى الشرق إلى الجنوب إلى الغرب على 330 كيلومتر، بما فيها المناطق التي لا تزال إسرائيل تحتل جزءاً منها).
وتستكمل المصادر عرضها لهاتين النقطتين بالقول إن الإدارة السورية الجديدة أبدت تفاعلاً إيجابياً مع ما طرحه الجانب اللبناني. وفي الإطار ذاته ناقش الجانبان ملف اللاجئين السوريين في لبنان.
وأعطى الجانبان مجالاً واسعاً لتنظيم التعاون الشامل في القطاعات الاقتصادية بما يضمن المصالح الوطنية لكل جانب، وتأسيساً على ذلك وضعت عملية تفعيل عمل السفارتين في البلدين كأولوية لا بد منها في تنظيم ومواكبة تحريك عجلة العمل البيني المشترك.
وبحسب المصادر أولى الجانبان أهمية خاصة للتعاون الأمني المشترك على الحدود بين البلدين، خصوصاً لجهة مكافحة الإرهاب، وانتشار آفة الاتجار بالمخدرات.
وتسلم الرئيس أحمد الشرع دعوة رسمية من الرئيس اللبناني جوزاف عون لزيارة لبنان نقلها رئيس الوزراء نواف سلام.
كما ترك الوفدان للجان التقنية متابعة العمل وفق منهجية تحقق نتائج فعالة وسريعة في الملفات المطروحة، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية مشتركة من وزارات الخارجية، الدفاع، الداخلية والعدل لمتابعة كل الملفات ذات الاهتمام المشترك، على أن يتم استكمال البحث في الملفات الأخرى من قبل وزارات الاقتصاد، الطاقة، الأشغال العامة والنقل.
علاقات طبيعية
وقد عبّرت أوساط سورية إعلامية عن تقديرها لعودة العلاقات الطبيعية بين الدولتين الجارتين بمنشورات لها على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها الإعلامي علي جمالو الخبير في العلاقات السورية اللبنانية الذي قال: "اليوم هو أول يوم منذ عقود طويلة يناقش فيها وفد سياسي لبناني ملفاته في دمشق من غير الاحساس بالقلق من هيمنة أو عقدة الشقيق الأكبر.. لعلها بداية جيدة لتصحيح مسار العلاقات، من غير استثمار في الخطاب الايديولوجي المشبع بالتنمر من طرف يكرر حرصه المزيف على مصالح الطرف الآخر".
بينما عبر اللواء محمد الحاج علي، أحد رموز المعارضة السورية، عن أن ما يجري الآن يصحح ما أفسده نظام الأسد في العلاقة الودية بين البلدين. وقال لـ"المدن"، إن "سقوط نظام الديكتاتور وطرد إيران وأذرعها من سوريا، أطلق ديناميكية لحوار بنّاء يقوي من اعوجاج العلاقات التي كانت غير متوازنة بين البلدين".