لبنان في العالم
هذا ما سمعه زوار واشنطن عن الحدود والحلول

عماد مرمل

الخميس 8 شباط 2024

حاول الوفد النيابي اللبناني، الذي زار واشنطن اخيراً، استشراف مستقبل الوضع في لبنان والمنطقة من خلال لقاءاته مع عدد من المسؤولين الأميركيين الذين حددوا أولوياتهم وشرحوا مقارباتهم أمام ضيوفهم، فيما عرض النواب هواجسهم وموقفهم حيال التحديات المطروحة.
 
ضَم الوفد كلّاً من نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنواب الان عون، نعمت أفرام، اسعد درغام وياسين ياسين.
 
وبطبيعة الحال، استحوذ التوتر عند الحدود الجنوبية وملف الاستحقاق الرئاسي المتعثّر على حيّز واسع من الإهتمام والنقاش خلال مداولات النواب مع الشخصيات الأميركية التي التقوها، الى جانب مسائل أخرى جرى بحثها وتتصل بدعم المؤسسة العسكرية وتحديات الازمة المالية التي تواجه لبنان.
 
وهذه الزيارة هي الثانية من نوعها للوفد نفسه، وهي شملت وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الكونغرس والخزينة الأميركية والبنك الدولي، فما هي الانطباعات التي تكوّنت لدى الوفد حول المسار الذي ستتخذه الأمور في لبنان ربطاً بحصيلة اجتماعاته؟
 
يكشف مطلعون على مجريات لقاءات واشنطن انّ الأميركيين لا يزالون مهتمين بعدم توسّع الحرب بين «حزب الله» والكيان الاسرائيلي، وانّ اهتمامهم ينصَبّ على محاولة التوصل إلى اتفاق يعيد الاستقرار الى الحدود.
 
ويبدو انّ واشنطن تأمل في أن يؤدي التراجع المفترض لوتيرة الحرب على غزة مع اكتمال دخولها المرحلة الثالثة، الى انعكاسات ايجابية على الجبهة اللبنانية، وهي لا تريد ربط تصوّرها لمعالجة الوضع على هذه الجبهة بانتهاء المواجهة كلياً في غزة، وهو ما يرفضه «حزب الله» الذي يتمسّك بربط المسارين وتلازمهما.
 
وقد لاحظَ الوفد اللبناني انّ لدى الإدارة الأميركية اقتناعاً بعدم إمكانية العودة إلى الوضع السابق الذي كان سائدا على الحدود الجنوبية قبل 7 تشرين الأول، وانه لا بد من ترتيبات جديدة على الأرض تحت سقف القرار 1701.
 
وضمن هذا السياق، يعتبر الأميركيون انه من الضروري تدعيم الـ 1701 بتطمينات وضمانات تسمح بعودة المستوطنين النازحين الى مستعمراتهم في الشمال، خصوصا انّ عملية طوفان الأقصى تحوّلت إلى عقدة لدى هؤلاء الذين يخشون من احتمال ان يكرر «حزب الله» في الشمال سيناريو اقتحام حماس لمستوطنات غلاف غزة.
 
وسمع الوفد في واشنطن تحذيرات من انه اذا تعذّر الحل الديبلوماسي فإنّ احتمال ان تشن تل أبيب هجوما واسعا ضد لبنان والحزب يبقى واردا، على رغم الضغط الأميركي لتفاديه، لا سيما انّ هناك اتجاهاً في اسرائيل يدفع نحو هذا الخيار، وحتى على مستوى الرأي العام الاسرائيلي توجد شريحة متحمسة للحرب، وفق الانطباع السائد في الاوساط المعنية داخل الإدارة الأميركية.
 
وتبعاً للعارفين، لم يسمع الوفد من الشخصيات الأميركية التي التقى بها كلاما مباشرا حول وجوب انسحاب «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني، لكنه تبلّغ ما فحواه انه لا بد من حل بمعايير جديدة للأزمة الناشئة عند الحدود بين لبنان والكيان على قاعدة انّ ما بعد 7 تشرين الأول ليس كما قبله.
 
 
المصدر: الجمهورية