غلبه النسيان قبل الغياب الأخير: أنطوان كرباج يرحل إلى الذاكرة
نداء الوطن
الإثنين 17 آذار 2025
سقط أنطوان كرباج عن صهوة الحياة بعد سنوات غلبه فيها النسيان، فصمت الصوت الجهوري وانكسر الأداء النابض بالسطوة والسلطة قبل الأوان، حتى كان الغياب الأخير مساء أمس الأحد.
كرباج المولود في قرية زبوغا في المتن الشمالي عام 1935 لم تكن طفولته سهلة، حيث عانى من مشكلات صحية تركت أثرها عليه لفترة ثم ما لبث لاحقاً أن تجاوزها وأجاد السيطرة عليها.
كان كرباج شاهداً وعنصراً فاعلاً في الحركة المسرحية اللبنانية منذ ستينات القرن الماضي، فهو بعد أن تابع دارسته في دار المعلّمين، درّس مادتي التاريخ والجغرافيا، ولاحقاً حمل إجازة جامعية في التاريخ، وحين تعرّف إلى المسرحي منير أبو دبس، صار عنصراً بارزاً في مدرسة المسرح التي رعتها لجنة مهرجانات بعلبك الدولية، ومع أبو دبس أسس "فرقة المسرح الحديث" التي أدّت دوراً رائداً في الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي.
بعد تعرّفه إلى الأخوين الرحباني صار واحداً من العناصر الأساسية في مسرحهما الغنائي، فأطلّ في "يعيش يعيش" و "صح النوم". وكان "فاتك المتسلط" في "جبال الصوان"، و "الملك غيبون" في "ناطورة المفاتيح". وأطل في "المحطة" و "بترا". ولم يغب كرباج أداءً بارزاً وحضوراً في مسرحيات منصور الرحباني بعد رحيل عاصي، فكان "اليوزباشي عساف" في مسرحية "صيف 840" و "الملك رعد الثالث" في "حكم الرعيان". ومع فرقة كركلا في إطلالتها على اللوحات الغنائية والتمثيلية كان أنطوان كرباج حاضراً في "بليلة قمر" و "ألف ليلة وليلة".
ولأنطوان كرباج حضور لافت في مسرحيات للكاتب أنطوان غندور، إضافةً إلى أدواره في مسرحيات معرّبة عن المسرح العالمي.
كان التلفزيون ساحة من ساحات كرباج في أدوار ما زال جمهوره يذكرها له ضمن مسلسلات "البؤساء"، "ديالا"، "المفتش"، وغيرها، إضافةً إلى دوره الشهير "بربر آغا".
أطلّ الممثل الراحل أنطوان كرباج في مسلسلات إذاعية جلّها من كتابة صديقه الكاتب أنطوان غندور، كما شارك في أدوار سينمائية وإن لم تكن بجودة أو أهمية أعماله التلفزيونية والمسرحيّة.
إشارة إلى أنّ كرباج تزوّج في العام 1966 من الفنانة التشكيلية والصحافية (الراحلة) لور غريّب ورزقا بوليد، ورلى ومازن.