فكر حر
جورج عبد الله: صوت لم تهزمه القضبان

جريدة الأخبار

الثلاثاء 22 تموز 2025

أربعون عامًا، وها أنت تخرج وفي عينيك يقين لا يصدأ، وفي قلبك حكاية لا تنسى.
 
 
أربعون عامًا لم تساوم، بل تخرج كما دخلت: مقاتلا عربيًّا أبيًّا، رافع الرأس. فلتُصفِق أبواب الظلم والنفاق في وجه سجّانك، ولتفتح لنا بابًا أحمر للحرية.
 
غدًا، يا جورج، تنضمّ إلينا في سجننا الكبير، هذا الوطن المقهور الذي يغلي بدماء أبنائه. فعلّمنا كيف نحفر، بملعقة من أمل، نفقًا إلى الجليل، إلى الوطن المشتهى.
 
نحن، يا جورج، رفاق سماح إدريس، الراحل الحاضر فينا. ورفيقك سماح، في مثواه الأخير، يُعدّ افتتاحية «الآداب» الجديدة. قال لنا، يا رفاق سأكتب في الافتتاحية بدموع الفرح: «معك أيها البطل... عائدون».
 
وهكذا، من لبنان الذي تحب، سيصدح صوتك عالياً، معلنا قيامة فجر جديد.
 
 
إن مأساة اعتقالك، التي أرادوا بها كسر إرادتك، صارت بعزمك والتزامك ملحمة من ملاحم البطولة. وهذه الملحمة علّمتنا ولا تزال، معنى الالتزام، بل الالتحام الحقيقي بالقضية. وعلّمتنا كم هو صعب، في هذا العالم المتخم بالنفاق والصفقات، أن يظلّ الإنسان إنسانًا، منحازًا لما هو أنبل وأجمل ما في الإنسان: الكرامة والحرية.
 
وكشفت لنا هذه الملحمة زيف الخطاب الغربي، وبيّنت أن الاستعمار لم ينتهِ، وإنما غيّر جلده فقط، فصار أنعم ملمسًا وأشدّ خبثًا.
وعلمتنا ملحمتك كيف تبتزُّ «إسرائيل»، ومعها الولايات المتحدة، العالم كلّه، دون أن تميّز بين خصم أو صديق، إلا بمقدار ما تقتضيه الظروف.
 
حريتك، يا جورج، ليست انتصارًا لنضالك فحسب، بل هي لحظة استعادة للمعنى، وتجديد للعهد.
فمبارك لنا تحرّرك، ومبارك لكل من وقف معك، بالكلمة والموقف، من اعتصم، ومن كتب، ومن صرخ منادياً بحريتك أمام السجون والسفارات.
 
وسنهتف معك، من بيروت المقاومة:
 
 
الحرية لفلسطين، ولكل الأسرى والمعتقلين.
 
 
وسنيمِّمُ وجوهَنا شطرَ الجنوب... نحو حيفا، وما بعد حيفا، وما بعد ما بعد حيفا.
 
 
حملة مقاطعة داعمي «اسرائيل» في لبنان