أحداث ثقافية أخرى
مهرجان "إيزيس" يعزز مسرح المرأة بدورة سميحة أيوب
العرب اللندنية
الجمعة 19 أيلول 2025

 يستعد مهرجان “إيزيس” الدولي لمسرح المرأة لإطلاق دورته الثالثة، التي تحمل اسم “دورة سميحة أيوب”، في الفترة من الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري وحتى الثاني من أكتوبر المقبل، بمشاركة 15 عرضا مسرحيا من 6 دول، إلى جانب حفل غنائي وفيلمين وثائقيين.
 
وقالت الممثلة والمخرجة عبير لطفي، رئيسة المهرجان، إن العروض المصرية شهدت طفرة ملحوظة هذا العام، حيث وصل عددها إلى أكثر من 105 عروض مسرحية، وهو ما يعكس ثراء الحركة المسرحية في مصر ووفرة مواهبها.
 
وأضافت أن هذا الثراء انعكس أيضا في مسابقة فتحية العسال للتأليف المسرحي، التي تُنظَّم لأول مرة هذا العام وتقدم للمنافسة على جوائزها أكثر من 80 نصا يتنافسون على جوائز التأليف في مسارين: أحدهما للمحترفين والآخر للمبتدئين، برعاية دار ريشة للنشر والتوزيع التي يرأسها الكاتب حسين عثمان.
 
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد للإعلان عن تفاصيل الدورة الثالثة، وجهت المخرجة عبير لطفي الشكر إلى جميع الداعمين والرعاة، مؤكدة أن وزارة الثقافة دعمت المهرجان لوجستيا منذ انطلاقه لكنها لأول مرة هذا العام تقدم دعما ماديا بعد أن أثبت المهرجان حضوره القوي وقدرته على التطور، وهو ما شجع عددا من المؤسسات والشركاء على الانضمام، من بينها صندوق الأمم المتحدة للسكان ومؤسسة مصر الخير.
 
وأوضحت أن الدورة الثالثة تمثل نقلة نوعية من حيث تنوع الفعاليات بين عروض مسرحية وورش تدريبية وندوات وأفلام ومسابقة التأليف، لافتة إلى أن المهرجان يكرم هذا العام كلا من الفنانات حنان سليمان، فريدة فهمي، عايدة فهمي، معتزة عبدالصبور، المخرجة المنفذة علا فهمي، الأكاديمية د. منى صادق، الفنانة اللبنانية حنان الحاج علي والممثلة والمخرجة الإيطالية آنا دورا دورنو.
 
وكانت المخرجة والممثلة عبير لطفي أكدت في وقت سابق أن إطلاق اسم سيدة المسرح العربي الفنانة الكبيرة سميحة أيوب على الدورة الثالثة يضيف لقيمة المهرجان، ويدعم دوره في الاحتفاء بصانعات المسرح المصري، حيث كانت سميحة أيوب (1932 – 2025) نموذجا يحتذى به وأثرت في الحركة الفنية والثقافية في مصر والوطن العربي، وتركت بصمة واضحة سواء كممثلة أو مخرجة، وكانت أول مديرة للمسرح القومي وهي أيضا أول سيدة قامت بإخراج عرض مسرحي على خشبة المسرح القومي، وكان تحديا كبيرا في زمن تألق فيه عدد من عمالقة المسرح المصري.
 
وأضافت أنها ستظل حاضرة بفنها وأعمالها العظيمة التي رسخت قيمة الفن المصري وشكلت وعي أجيال متتالية، ومنها “السبنسة” و”فيدرا” و”سكة السلامة”، و”الفتى مهران”، و”دماء على ستار الكعبة”، و”الدرس انتهى لموا الكراريس”، و”العباسة أخت الرشيد” وغيرها.
 
يذكر أن سميحة أيوب تولت أيضا عددا من المناصب الإدارية المهمة وأثرت من خلالها في المشهد الثقافي المصري، حيث تولت إدارة المسرح الحديث عام 1973، وإدارة المسرح القومي في فترتين من 1975 إلى 1982 ومن 1984 إلى 1988، واهتمت بتقديم نصوص عالمية مهمة وعقد شراكات فنية مع فرق وفنانين عالميين مما عزز مكانة المسرح المصري على الساحة الدولية، من بينها “فيدرا” تأليف جان راسين، عرضت في باريس لمدة 15 يوما، وحظيت بإشادة النقاد الفرنسيين، و”أنطونيو وكليوباترا” تأليف وليم شكسبير، وإخراج فيرنر بوس.
 
كما حضر الكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر إلى مصر خصيصا لكي يشاهدها على خشبة المسرح، وبعد انتهاء العرض علق على أدائها قائلا “أخيرا وجدت إلكترا في القاهرة”.
 
من جانبها، قالت الكاتبة والمخرجة عبير علي حزين، المديرة الفنية للمهرجان، إن الهدف الأساسي للمهرجان هو تسليط الضوء على المسرح النسوي، سواء كان الصانع رجلا أو امرأة، مشيرة إلى أن هذه الدورة تتضمن سبعة عروض مصرية متميزة، إضافة إلى عروض من لبنان وفلسطين وإيطاليا واليابان، وضيف الشرف إسبانيا التي تشارك بعرضين.
 
وأشارت إلى أن دورة هذا العام تشهد شراكة جديدة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وتدشين مسار الفنون المجتمعية بالتعاون مع مهرجان الفنون المجتمعية الذي يهتم بقضايا التمييز القائم على النوع وتنظمه مؤسسة اتجاه وتشرف عليه فنيا مؤسسة زاد للفنون تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، مضيفة أن برنامج المسار يتضمن تقديم عرضين وفيلم وثائقي وحفل فني لكورال شباب مصري.
 
وفي إطار مشروع ما وراء الحدود، ينظم المهرجان بالتعاون مع فرقة “أنستابيلي فاغانتي” Instabili Vaganti الإيطالية الشهيرة، الحاصلة على جوائز عالمية، ورشة تدريبية مكثفة تمتد على مدار خمسة أيام في الفترة من الرابع والعشرين وحتى الثامن والعشرين من سبتمبر الجاري.
 
تقام الورشة في قبة الغوري بالقاهرة الفاطمية وينتج عنها عرض مسرحي تحت عنوان “حدود مصر” يقدم خلال فترة انعقاد المهرجان، بمشاركة فنانات من مصر (راقصات ومؤديات وممثلات) ممن لديهن خبرة في المسرح الجسدي.
 
وتهتم الفرقة الإيطالية بالبحث في المسرح الجسدي والأداء المعاصر، وتدمج بين الفنون الأدائية المختلفة مثل الرقص، الفيديو آرت، والموسيقى الحية، وهي معروفة بمشروعاتها العابرة للحدود التي تنفذها في أوروبا، أميركا اللاتينية، آسيا، والشرق الأوسط، تشارك عادة في برامج تعاون ثقافي مع مؤسسات مسرحية وجامعات ومهرجانات.
 
وتقدم ورشا مكثفة للممثلين والراقصين حول الأداء الجسدي والتعبير الحركي، وتولي اهتماما ببناء تجارب جماعية عابرة للثقافات بحثا عن لغة مسرحية عالمية، ومن هنا جاء اسم الفرقة Instabili Vaganti أي الرحّالة غير المستقرين.
 
ومهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة تنظمه مؤسسة جارة القمر وتتشكل إدارته من المخرجة والممثلة عبير لطفي رئيسة المهرجان، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين والكاتبة والناقدة رشا عبدالمنعم مديرتي المهرجان ومصطفى محمد ومنى سليمان المديرين التنفيذيين، ويقام تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة المصرية.