أحداث ثقافية أخرى
جائزة الشارقة للإبداع العربي تكرّم 18 فائزا في دورتها الـ28
العرب اللندنية
الثلاثاء 15 نيسان 2025

 انطلق صباح الاثنين حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الـ28، التي تنظمها إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة في الشارقة، على مدى يومين، خلال الفترة من 14 إلى 15 أبريل الجاري، بمشاركة 470 مشتركا من مختلف الدول العربية والأفريقية.
 
وأوضح محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة الأمين العام لجائزة الشارقة للإبداع العربي، يُسعدنا أن نلتقي اليوم للاحتفاء بكوكبة إبداعية من الفائزين في جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول) في دورتها الثامنة والعشرين، مؤكدا أن الجائزة تأتي انطلاقا من فكرةٍ نبيلةٍ تؤمن بأهمية دعم الإبداع في مراحله الأولى، وتعكس حرص الشارقة الدائم، على بناء أجيال مثقفة، قادرة على التعبير عن نفسها وعن قضايا مجتمعها بلغة الأدب والفن والمعرفة.
 
وأضاف القصير، على مدى سنواتها، شقّت الجائزة طريقها لتشكّل منبرا متفردا لاكتشاف الطاقات الأدبية الجديدة، وصقلها، وتقديمها إلى الساحة الثقافية العربية، حيث خُصصت للمبدعين العرب الذين لم يسبق لهم نشر أعمالهم، في سابقة إبداعية تُعد الأولى من نوعها في العالم العربي، مما جعلها علامة فارقة في المشهد الثقافي، ورافدا حقيقيا لحركة الإبداع.
 
وتابع مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة أن جائزة الشارقة للإبداع العربي أصبحت محطة مضيئة في مسيرة الأدب العربي المعاصر، وركيزة أساسية في دعم المشهد الثقافي من المحيط إلى الخليج، كما أصبحت مساحة مهمة تحتضن الكتّاب، وتفتح أمامهم آفاقا واسعة لنشر أعمالهم والانخراط في المشهد الثقافي العربي.
 
وكرَم القصير 18 فائزا وفائزة من مختلف الدول العربية، وذلك في الحقول الأدبية الستة من الجائزة، وهي: الشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والنص المسرحي، وأدب الطفل، والنقد، تقديرا لجهودهم الإبداعية، حيث كانت إدارة دائرة الشؤون الثقافية، قد كشفت عن أسماء الفائزين سابقا.
 
وأعقب التكريم، بدء جلسات الورشة العلمية المصاحبة للجائزة بعنوان “الشعر العربي بين الأصالة والمعاصرة”، وتحمل ثلاثة محاور أساسية هي: المحور الأول: مظاهر التجديد في الشعر العربي المعاصر، والمحور الثاني: القصيدة الجديدة والتراث الشعري، والمحور الثالث: الأساليب البلاغية الشعرية المعاصرة، بإشراف الدكتور صديق عمر الصديق.
 
وشارك في الجلسة الأولى – المحور الأول أربعة فائزين وهم: محمود وجيه محمود وهدى حلمي متولي من مصر، وهشام المودَن  وإلهام زنيد من المغرب.
 
وتطرق محمود، في ورقته البحثية، إلى أن مظاهر التَّجديد في الشِّعر العربي الحديث قد أتاحت للشَّاعر المعاصر، التَّجريب والإبداع في عالم الكتابة الشِّعرية، شكلا ومضمونا، فتحرَّر من قيود الوزن والقافية، وعبَّر عن تجربته الذَّاتيَّة بكل حريَّة، كما عبَّر عن هموم شعبه ومجتمعه بكلّ التزام.
 
من جهتها، أوضحت هدى حلمي في ورقتها، أن التجديد في الشعر العربي المعاصر، يمثل انعكاسا لتغيرات المجتمع والثقافة، حيث لم يعد الشعر محصورا في القوالب التقليدية، بل أصبح فضاء إبداعيا مفتوحا على التأمل والتجريب، مع حفاظه على جوهره كفن تعبيري يعكس الإنسان وعالمه.
 
الجائزة أصبحت محطة مضيئة في مسيرة الأدب العربي وركيزة أساسية في دعم المشهد الثقافي من المحيط إلى الخليج
 
بدوره، أشار هشام المودن في بحثه، إلى أن التجديد الذي نتحدث عنه اليوم، ليس التجديد في المواضيع فحسب وإنما التجديد الجذري، الذي يبرز من خلال الإبداع الأدبي، وينبض بروح عصره، كما لا ينبغي علينا أن نحكم على تجربة إبداعية جديدة أنها تمثل الجفاء للأصالة المتمثلة في التراث العربي القديم، بل إن لكل منهما مكانته التي يجب أن تنال حقها من العناية والاهتمام، وأن تتكاثف جهود المبدعين في السمو بالإبداع الشعري.
 
واختتمت الجلسة إلهام زنيد بورقتها البحثية بعنوان “من تقديس الجواب إلى اقتفاء السؤال”، وأضافت لقد تعدت الكتابة الشعرية المعاصرة من مرحلة الشكل والأسلوب، إلى حمل محتوى يعكس فلسفة وفهما خاصا للذات والكتابة والعالم، بشكل يتجه نحو إنتاج بلاغتها الخاصة، وإذا كان التجديد سمة بنيوية في الأصل لكل إبداع، وللشعر بصفته ردة فعل إبداعية تجاه الركود والركون وانقلابا ضد السكون وقولا مغايرا للأشياء بالمجاز والمتخيل بدل المباشر والواقعي، فإن هذا التجديد قد بلغ أعلى مستوياته مع شعر وشعراء اليوم، مع حملهم لرؤى فردية تقتفي الأسئلة غير راكنة لقداسة الأجوبة، وتعمل على خلق جماليات متعددة الأشكال.
 
وفي الجلسة الثانية – المحور الثاني، شارك فيها أربعة فائزين هم: بشرى بنت قاسم من عُمان، وعمرو ماضي وأحمد كمال من مصر، وسعد السامرائي من العراق.
 
وافتتحت الجلسة بشرى بنت القاسم بورقتها البحثية التي تؤكد على أن ثراء اللغة العربية يقودنا إلى الإيمان بتنوع صنوف الشعر، ليلتحم الإحساس بالكلمة والإبداع معا من أجمل مستقبل شعري جديد.
 
من جهته، تحدث سعد السامرائي عن قصیدة التفعیلة، وأكد أنها مثّلت امتدادا للتراث الشعري، حیث وظّف شعراؤھا الرموز الدینیة والتاریخیة لإثراء نصوصھم، إذ برعوا في جعل الصور الدینیة تمثّل امتدادا دلالیا يمنح النصَ زخما وعمقا، فيُحيل المتلقي إلى ذاكرة لغوية وجمعية مألوفة تحتشد بالقداسة والرمز.
 
ونوه أحمد كمال إلى أن القصيدة الجديدة مثلت تحولا في مفهوم الشعر من كونه مجرد شكل أدبي ثابت إلى كونه مجالا للتجريب والتفاعل مع الفنون الأخرى، وأضاف لم يعد الوزن عنصرا محددا بصرامة عروضية، بل أصبح مرنا يخضع لتجربة الشاعر ومقصديته الجمالية، ما أتاح تنويعات موسيقية متجددة داخل النص الواحد.
 
وتستكمل الورشة العلمية، محورها الثالث، اليوم الثلاثاء، كما سيقدم الفائزون، قراءات شعرية في نهاية اليوم.