"عرس الذيب" لوحات راقصة عابرة للأزمنة في مهرجان الحمامات
العرب اللندنية
الخميس 1 آب 2024
تقديم الكوريغرافيا على خشبة مهرجان الحمامات الدولي بمثابة التحدي في علاقة أجساد الراقصين بالفضاء، وعلى أن هذا التحدي شحن الفريق بطاقة لا تضاهى.
على خشبة مهرجان الحمامات الدولي، شكلت أجساد راقصي باليه أوبرا تونس بمرافقة أوركسترا سيمفوني مصغر بقيادة عازف الكمنجة مهدي ذاكر، لوحة صوتية وبصرية في كوريغرافيا الفصول الأربعة أو “عرس الذيب” لإيميليو كالكانيو.
مجموعة من اللوحات تعبر الزمان والمكان وتغوص في الحياة اليومية للتونسيين مستمدة واقعيتها من خصائص مسرح الحمامات. وعلى إيقاع صوت الأمواج وعناق الأضواء والسماء، اتخذت اللوحات بعدا يراوح بين السحر والواقعية، ويستلهم تفاصيله من تناقضات اليومي ومن تعاقب الليل والنهار وتنافس الشمس والقمر.
قصة الفصول الأربعة التي تخطها الحياة في رحلة كل إنسان ظهرت على الخشبة بأكثر من مشهدية سعت من خلالها الكوريغرافيا إلى إعادة بلورة الواقع استنادا إلى أجساد الراقصين وتمثلاتهم لما حولهم.
قسوة الشتاء وحلاوة الربيع وسحر الصيف وتقلبات الخريف جميعها نقلتها أجساد الراقصين في لوحات مزجت بين الكوريغرافيا والموسيقى وعكست كل فصل بما يحمله من خصائص.
على الخشبة تجسدت مواجهة جريئة بين موسيقى فيفالدي وموسيقى التكنو وأجساد الراقصين والراقصات الذين أضاف كل منهم من روحه وطاقته للعرض.
وفي الندوة الصحفية الخاصة بالعرض، قال الكوريغراف الإيطالي إيميليو كالكانيو إن هذا العرض مهم بالنسبة إليه، وقد تم تطويره تدريجيا على إيقاع أجساد الراقصين الذين ظل بعضهم منذ النسخة الأولى وغادر بعضهم ليعوضهم راقصون آخرون.
وأضاف أنه أراد أن يستنطق أجساد الراقصين التونسيين عبر موسيقى الباروك من خلال الفصول الأربعة لأنطونيو فيفالدي، لافتا إلى أن الراقصين استغربوا في البدء إذ اعتقدوا أن الكوريغرافيا ستقوم على الرقص الكلاسيكي.
وتابع “تكمن قوة العرض في الراقصين التونسيين المنفتحين على كل الملاحظات والتصورات. ولكل راقص تونسي هوية خاصة وفهم خاص للرقص وقدرة على تجسيد المطلوب”.
وأشار إلى أن كوريغرافيا الفصول الأربعة تجسد العلاقات الإنسانية في تمظهراتها الكثيرة وتتجاوز الزمان والمكان من أجل التغيير، مضيفا أن سحر مسرح الحمامات أعطاها معنى آخر، وهو ما أكده الفريق الحاضر خلال الندوة الصحفية من راقصين وعازفين.
وقد أجمع الكل على أن تقديم الكوريغرافيا على خشبة مهرجان الحمامات الدولي بمثابة التحدي في علاقة أجساد الراقصين بالفضاء، وعلى أن هذا التحدي شحن الفريق بطاقة لا تضاهى.