مهرجانات بيت الدين تحتفي بتجربتي زاد ملتقى وعبدالحميد بعلبكي
العرب اللندنية
الأربعاء 31 تموز 2024
رغم أنه علق فعالياته الاحتفالية هذا العام تضامنا مع الجنوب اللبناني، إلا أن مهرجانات بيت الدين في لبنان اختارت هذا العام أن تنحصر أنشطتها على معارض للفنون تقام في قصر بيت الدين في البلدة اللبنانية.
وضمن هذا الإطار اقتصرت فعاليات المهرجان على معرضَين تشكيليّين فقط، متجاورين في الغاليري المقبَّب وميدان قصر بيت الدين الواقع في البلدة اللبنانية، الأول بعنوان “صلاة للأرض” للفنان زاد ملتقى والثاني بعنوان “مناظر الانتماء” لمجموعة من الفنانين اللبنانيين ويحتفي بتجربة الراحل عبدالحميد بعلبكي، ويتواصلان حتى الخامس والعشرين من سبتمبر المُقبل.
وفي المعرض الأول، يعرض زاد ملتقى (1967)، أعمالا مستوحاة من الحريق والصلاة من أجل الأرض، ويقدمها على أنها صدى للمحنة القاسية التي تمر بها الأرض المقدسة التي نُحِتت فيها لبنان، كما يعرض تجهيزا ضخما على هيئة شمس مصنوع من البوليسترين المطلي باللون الذهبي بعنوان “لهب”، وُضع في ميدان القصر المفتوح تحت الشمس، في إشارة إلى العبور من الظلام إلى النور.
ويعرف ملتقى باشتغاله، واصل زاد بالتوازي ممارسة الفنون التشكيلية في العمل عبر التركيب والرسم والتصوير والفيديو. تشمل أبرز المعارض الحديثة معرض توتا بنيويورك، ومعرض دوم أوسكار نيماير بطرابلس في لبنان، ومعرض مركز بومبيدو ميتز في مهرجان فينيسيا الفني السابع والخمسين، ومتحف سرسق ببيروت عام 2018، ومعرض سومنلينا بفنلندا، ومعرض الليلة البيضاء (بالفرنسية: Nuit Blanche) بباريس، وغيرها من المعارض.
أمّا المعرض الثاني فهو جماعي ويحمل عنوان “مناظر الانتماء”، وهو تحيّة للتشكيلي والشاعر اللبناني وابن بلدة العديسة الجنوبية عبدالحميد بعلبكي (1940 – 2013)، الذي تقود أعماله، بما فيها من مسحة انطباعية قويّة، إلى التأمّل في الطبيعة اللبنانية.
يعد بعلبكي واحدا من أبرز فنّاني الجيل الرابع في الحركة التشكيليَّة في لبنان، تأثّر بالتيارات الواقعية والتعبيرية في الفن، حيث رصد التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، وتداعيات الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990) ونزوح الناس من قراهم في الجنوب، كما في لوحته “هجرة/ خروج”.
وإلى جانب بعض أعمال الفنّان الراحل، يتضمّن المعرض لوحات تُقارب أسلوبه للفنّانين: أسامة بعلبكي (ابن الفنّان الراحل)، ومازن رفاعي، وندى متّى، وريبال ملاعب، وهلا عزالدين، وحسان الصمد، والمصوّر الفوتوغرافي جاك دباغيان.
يُذكر أنّ مهرجانات بيت الدين، تأسّست عام 1985، وأقيمت العام الماضي في طبعة دولية، وسبق أن انقطعت لدورتين في 2020 و2021 جراء جائحة كورونا.
وفي الخامس عشر من مايو الماضي، حسمت اللجنة المنظّمة لـ”مهرجانات بيت الدين” أمرها بإلغاء التظاهرة الفنّية هذا العام، نظرا “لما يمرّ به جنوب لبنان وأهله من أوقات عصيبة، وما تعيشه فلسطين من حالة إبادة جماعية متواصلة على مرأى العالم وصمته”، وفقا لما جاء في بيان للجنة.