المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط يحتفي بأبرز الكتاب المغاربيين
العرب اللندنية
الثلاثاء 6 حزيران 2023
يمثل البرنامج الثقافي للدورة الثامنة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط أهم مميزاته، خاصة لما يقدمه من جلسات حوارية وفعاليات لكل الشرائح، ويبقى اهتمام المعرض بقامات الأدب والفكر في المغرب أبرز ميزاته، إذ يضيء جوانب كثيرة من هذه التجارب التي يعود لها الفضل في رسم مسار الثقافة المغربية والمغاربية والعربية اليوم.
تعرف الدورة الثامنة والعشرون من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط مشاركة 737 عارضا من 51 بلدا، يقدمون الآلاف من العناوين في حقول معرفية مختلفة ويرسلون رسالة ثقافية مشتركة، ليكون زوار المعرض من المغاربة والأجانب في رحاب أكبر مكتبة مفتوحة.
ويبقى البرنامج الثقافي أبرز ما يميز المعرض هذا العام، إذ يشهد احتفاء بأهم التجارب الأدبية خاصة منها المغربية التي خصّص لها جلسات حوارية للإضاءة على منجزها.
قامات أدبية وفكرية
انتظم أخيرا بالرباط لقاء فكري تكريما للأديب والناقد المغربي أحمد اليبوري احتفاء بصدور كتابه “مجال السرديات العربية” الذي يجمع فيه أعماله السردية الكاملة، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
وشهد هذا اللقاء الذي اختير له كعنوان “أحمد اليبوري، مدرسة نقدية مغربية أصيلة” وحضره عدد من الأساتذة الفاعلين في مجال النقد الأدبي المغربي في الجامعة المغربية، تقديم مجموعة من الكلمات التي سلطت الضوء على المنجز العلمي المميز للأديب المحتفى به، باعتباره واحدا من أعلام الأدب في المغرب.
وقد أجمع الناقد نجيب العوفي، والكاتبة والباحثة نجاة المريني، والأكاديمي أحمد بوحسن على أن أحمد اليبوري يعتبر “من مؤسسي الخطاب النقدي الحديث والمعاصر في المغرب، إلى جانب أسماء بارزة في الحقل مثل محمد برادة وعباس الجراري وغيرهم”، مبرزين أنه أرسى القواعد المنهجية للدرس النقدي في الجامعة المغربية “باستيعابه الحسن للمناهج الغربية الحديثة”.
وأشار المتدخلون إلى أن المحتفى به يعد علامة مضيئة في تاريخ الفكر والأدب المغربيين، مبرزين إسهاماته في التكوين والتأطير، إذ نجح في تكوين مجموعة من الباحثين المغاربة في مجال الدراسة النقدية، وكذلك إسهامه في الكتابة والتأليف، حيث يمتاز “بلغة مشرقة صافية وأسلوب عذب يغري القارئ للقراءة والتتبع، وأهدى المكتبات المغربية مؤلفات ذات طعم معرفي خاص”.
كما ذكر المتحدثون أن هذا الاحتفاء يعد محاولة لوضع علامات أساسية في التاريخ الثقافي والأدبي المغربي الحديث، مبرزين أن الأديب اليبوري هو من “الأعمدة الأساسية التي يبنى عليها تاريخ الأدب المغربي الحديث، وواحدة من المنارات التي تضيء لنا مستقبلنا”.
وفي كلمة له بالمناسبة أعرب اليبوري عن شكره العميق لكل الحضور، وكل كلمات المحبة التي قيلت في حقه، وكذلك “الاهتمام الذي أوليتموه لأعمالي النقدية في مجال السرديات العربية”، مبرزا أن رسالة دبلومه في الدراسات العليا سنة 1967 حول تطور الفن القصصي في المغرب كانت فاتحة اشتغاله بالسرديات المغربية.
كما أشار إلى مشواره في تدريس الجنس الروائي بكلية الآداب بالرباط، معتبرا إياها وقتها “مناسبة لتجريب ذخيرته الأدبية والنقدية”، ومبرزا أنه كان يحرص كثيرا على أن يطغى على الحصة الدراسية طابع حواري خصب مع الطلبة “الذين كان نصيبهم وافرا في هذه التجربة التعليمية”.
وفي ختام هذا اللقاء قام اليبوري بتوقيع مجموعة من نسخ كتابه في جزأيه بجناح دار النشر والتوزيع المدارس، بحضور مفكرين وباحثين من أصدقاء الكاتب المحتفى به وعدد من أفراد عائلته.
وتتكون المجموعة السردية الكاملة للأستاذ اليبوري الصادرة مؤخرا عن دار النشر والتوزيع المدارس – الدار البيضاء، من جزأين ومن أربعة فصول، وتتوزع محتوياتها على “محتويات تنظيرية في الرواية العربية.. التكوين والاشتغال”، و”مقاربات تحريرية للرواية.. دينامية النص الروائي”، و”الكتابة الروائية في المغرب.. البنية والدلالة”، و”تطور القصة في المغرب.. مرحلة التأسيس”، و”مستوى التلفظ والفكر.. أسئلة المنهج”، و”مستوى التلفظ والتاريخ الشخصي”.
كما يسلط المؤلف الضوء على الدراسة النقدية للرواية العربية عامة، والرواية المغربية بصورة خاصة، عبر التصنيف الأجناسي لأشكال الرواية، والكشف عن بنياتها الدلالية، ضمن شروطها السوسيو – ثقافية، وبيان إيقاعاتها السردية وتنويعاتها الأسلوبية.
ويشتمل الكتاب كذلك على سيرة ذاتية للمؤلف بعنوان “ذاكرة مستعادة عبر أصوات ومنظورات”، يحكي فيها مساره الحياتي، والفكري، والأكاديمي، ومختلف تجاربه في مراحل مغرب الاستقلال، التي واكبها أستاذا جامعيا، ومشاركا مشاركة فعالة في الشأن الثقافي الوطني والعربي.
وقدم باحثون وأكاديميون مغاربة ضمن فعاليات المعرض نظرات متقاطعة حول مؤلفات وأبحاث عالمة الاجتماع والكاتبة المغربية البارزة الراحلة فاطمة المرنيسي.
وتناول الباحثون والأكاديميون في اللقاء، الذي احتضنه رواق “فاطمة المرنيسي”، الأفكار والقضايا الكبرى التي تناولتها الكاتبة الراحلة في أعمالها، بما في ذلك النسوية والإسلام والحداثة والفردانية.
وفي هذا السياق، استعرضت رجاء الرهوني الأستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب دكالي بالجديدة، في مداخلة بالمناسبة اللحظات المميزة والمراحل المختلفة التي ميزت مسار الكاتبة الراحلة، مبرزة أن مسار المرنيسي مميز بوجود ثلاث لحظات مهمة، بدءا من اتباعها في أعمالها لخطاب استشراقي، ثم خطاب ما بعد استشراقي، وأخيرا توجهها نحو مناوئ للاستعمار.
وأشارت الرهوني إلى أنها حللت في كتابها “نقد النسوية الإسلامية والعلمانية في أعمال فاطمة المرنيسي” الطابع المعقد لنصوص الراحلة المرنيسي، واصفة أعمالها بـ”نموذج الخطاب النسوي ما بعد حقبة الاستعمار”.
من جانبه، ركز الأستاذ مختار الهراس أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، على مفهوم الفردانية والتفرد في أعمال المرنيسي، وخصوصا في كتب “أحلام النساء” و”الخوف من الحداثة: الإسلام والديمقراطية” و”شهرزاد ترحل إلى الغرب”.
وأوضح في هذا الصدد أن المرنيسي قد أبرزت في هذه الكتب مدى أهمية هذه المفاهيم في الحياة العائلية للمغاربة، مشيرا إلى أن الراحلة كانت تتابع أيضا قضية تحرر المرأة عبر التاريخ من القيود والضغوط العائلية التي تمنعها من تعزيز صفاتها الفردية.
كما أكد الهراس أن أعمال المرنيسي تتناول أيضا العديد من القضايا والأفكار الإنسانية، بما في ذلك حرية التفكير والسيادة والتسامح واعتبار المشاعر الفردية.
يشار إلى أن فاطمة المرنيسي ولدت في فاس (1940 – 2015)، وتابعت دراساتها بمدينة الرباط ثم في باريس (السوربون) وفي الولايات المتحدة حيث حصلت عام 1973 على الدكتوراه في العلوم الإنسانية. ومنذ الثمانينات، اشتغلت كأستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط. وفي عام 2003 حصلت على جائزة أستورياس في الأدب، فيما نالت في عام 2004 بهولندا جائزة إيراسموس عن موضوع “الدين والحداثة”.
واحتفى المعرض كذلك بالشاعر المغربي محمد بنيس في لقاء أدبي لامس من خلاله عدد من المثقفين مسارات هذا المبدع. وتميز هذا اللقاء الأدبي بتقديم شهادات أدبية في حق المحتفى به الشاعر بنيس من قبل ثلة من أهل الكتابة الروائية والشعرية والنقد الأدبي المعاصر.
وفي مستهل هذه المناسبة قال الشاعر بنيس إن أعمال الشعراء والكتاب والفنانين عبر مراحل التاريخ كانت مدرسته الكبرى، التي تعلم منها شغف القراءة وتجربة الانتقال من العفوية إلى الكتابة، مبرزا أن “أغلب هذه الأعمال لا تفارقني في مكتبتي التي كبرت فيها”.
ولم يفت الشاعر تذكر من أيقظوا فيه حس الكتابة الشعرية، الذين “لولاهم جميعا لما كنت استطعت كتابة ونشر أعمالي” يقول بنيس، مضيفا أنه “في مقدمة الكلام بهذه المناسبة لا بد من شكر هؤلاء الذين علموني خلال مصاحبتي لهم معنى الشعر وثقافة الشاعر”.
وفي هذا السياق خص بالذكر الشاعر محمد الخمار الكنوني الذي مكنه من أبجديات القصيدة المعاصرة، وأدونيس الذي نشأت بينه وبنيس الصداقة سنة 1969 عندما نشر له أول قصيدة في “مواقف”، مبرزا أن أدونيس كان يكشف له على الدوام عن جماليات الشعر العربي.
كما ذكر حسن العلوي الذي أرشده إلى فائدة الحوار بين الفنون التشكيلية والفلسفة والشعر، والراحل عبدالكريم الخطيبي الذي علمه ثقافة الجسد وفكر الاختلاف والنقد المزدوج، وزوجته أمامة المانوني التي تعتبر القارئة الأولى لأعماله، وأمجد الطرابلسي الذي خصه بـ”فضيلة الأبوة العلمية”، ومحمد بنشريفة الذي قاده في ليل الشعر الأندلسي، فضلا عن شخصيات أخرى لعبت أدوارا مهمة في مساره الأدبي، مضيفا أنه “في كل قصيدة أكتبها وفي كل عمل أنشره، شكرا للذين علموني”.
وفي شهادة قدمتها في حق بنيس، أبرزت حورية الخمليشي الكاتبة المختصة في قراءة ونقد الشعر المعاصر، أن تكريم الشاعر بنيس هو تكريم للشعر المغربي والعربي وللحداثة الشعرية العربية، مشيرة إلى أن بنيس كان أول من فتح آفاق درس الحداثة الشعرية على العمق المعرفي والمنهجي بالجامعة المغربية، تنظيرا وإبداعا.
وأضافت أنه نقل القصيدة المغربية إلى معظم شعريات العالم في تحد لبنية القصيدة التقليدية، وشعره يضم تجربته على مراحلها المختلفة، مضيفة أن الشاعر بنيس له الكثير من الأعمال والدراسات والمؤلفات التي تتنوع بين الشعر والنثر والفكر والترجمة، وأن الترجمة الأدبية وترجمة الشعر على الخصوص عند بنيس تعتبر عاملا مهيمنا للتحديث ومنه التحديث الشعري في السياق العالمي، وتضطلع بأدوار كبرى في بناء الثقافة الشعرية المعاصرة.
أدب الصحراء
لم يتوقف المعرض عند الاحتفاء بالقامات المغربية فحسب بل واحتفى كذلك بأبرز الأسماء الأدبية المغاربية، إذ عاش زوار المعرض مؤخرا لحظات محاورة ثقافية ممتعة مع الكاتب الليبي إبراهيم الكوني الذي تجلت تجربته الأدبية في عمق ارتباطه بالصحراء.
وبسط الكاتب الليبي خلال لقاء مفتوح قام بتنشيطه الكاتب المغربي ياسين عدنان، تطلعاته الأدبية التي تهتم بالصحراء كمنطقة شاسعة ذات أبعاد إنسانية وكونية، في صيغ إبداعية تظهر الإنسان الصحراوي في شمولية تجلياته.
وقال الكوني الذي من أبرز مؤلفاته الروائية “ناقة الله” و”التبر” و”عشب الليل” و”جنوب غرب طروادة وجنوب شرق قرطاجنة”، إن “الهم الذي يسكنني هو الكيفية التي أستطيع بها أن أستنطق الصحراء لتتكلم لي، وتكشف عن مكنوناتها”، مبرزا أن “الصحراء لم تستطع أن تقول كلمتها على المستوى الأدبي”، رغم أن إبداعاته تتجاوز التسعين عملا، مضيفا “لا زلت عاجزا لأن الصحراء بالفعل سر كبير”.
واعتبر أنه “لا يوجد عمل أدبي في العالم يتحدث عن الصحراء وجوديا ودينيا”، لأن “الصحراء ليست مسرحا للنزهة السياحية وظاهرة طبيعية فقط، بل لها أبعادها الكينونية والميتافيزيقية والدينية”، مضيفا أن “الصحراء وطني الذي يسكنني”.
وعن سؤال حول كيفية نقل أساطير الصحراء إلى جنس الرواية، شدد الكوني على أن تفكيره الأول ينطلق من الأمازيغية وينقل خطابه إلى اللغة العربية، معتبرا أنه لا يمكن لأي شخص أن “يكتب جيدا عن الصحراء إن لم يكن صحراويا، ولديه معرفة بخصوصيات إنسان الصحراء الذي تسكنه الأساطير والنبوءات والديانات”، وهي مجالات “لا يستطيع الإنسان الغربي أن يتخيلها”.
وذكر الكوني أن “الإنسان الصحراوي مختلف عن الآخرين في كل نشاطه”، مشددا على أن “الأدب العربي الكلاسيكي لم يستطع أن يلامس المناطق الروحية للإنسان الصحراوي وبالتالي تقديم حقيقة الصحراء”.
وخلص الكوني، الذي تتشعب كتاباته بين الأدب والنقد والسياسة والتاريخ والرواية، إلى أن “الصحراء ما زالت تنتظر من يقول كلمتها”.
من جهته، أكد ياسين عدنان أن للكوني، المسكون بالصحراء وعالمها، قراء عديدون في مختلف مناطق العالم، وهو “أكثر أدباء اللغة العربية ترجمة إلى اللغات الأجنبية”.
وأشار الكاتب المغربي إلى أن هذا المؤلف الليبي تشبع بثقافة الطوارق وسافر بها إلى كل الأمكنة، وأنه ضمن أصحاب المشاريع الأدبية الذين أدمنوا الهجرات والسفر، معتبرا أن “الصحراء لا تبوح بأسرارها بسهولة” للأدباء.
الرواية الجديدة
تشكل الدورة الحالية للمعرض فرصة لإبراز إبداعات جيل جديد من الروائيين الشباب، والاحتفاء بالصدى الطيب الذي خلفته في الأوساط الأدبية والإعلامية الوطنية والدولية.
وفي هذا الإطار كان هذا اللقاء مع الروائي المغربي طارق بكاري، الفائز بجائزة المغرب للكتاب لسنة 2016 عن روايته “نوميديا”، لإلقاء الضوء على تجربته التجديدية كأحد الروائيين الشباب الذين تميزوا بأسلوب متفرد ينهل من الثقافة والمجتمع المغربي بمكوناته وروافده المتعددة، وكذلك على واقع الرواية المغربية اليوم.
حول مظاهر التجديد في كتاباته الروائية، يقول بكاري “قناعتي أن أي كتابة أدبية وكل مشروع أدبي أو غير أدبي ينبني، أساسا، على مسألة التجاوز والقطيعة المبنية على استثمار المتحقق في الأعمال السابقة، وأنا أعتبر أن الروائي الذي يراهن على الكتابة كما كتب سلفه، له سقف محدود؛ فسقف الكتابة مفتوح وينبغي أن يبنى على أساس التجاوز، هذا الأمر هو الذي يمد حبل الإبداع ويطور من جودة ما نكتب، وهذا شخصيا رهاني في الكتابة ورهاني في التجديد”.
ويضيف “من ملامح التجديد التي أراهن عليها كذلك، مسألة إعادة النظر في الهامش والمهمش في ثقافتنا، وكذلك إعادة النظر في الاختلاف مقابل الهيمنة. إذ أعتبر، في هذا الصدد، أن ما أكتبه يعتبر نوعا من مقاومة الثقافة المهيمنة بالكتابة، وهذا الأمر يعد جزءا أساسيا ورئيسيا في مشروعي الأدبي”.
أما عمّا يميز الكتابة الروائية للجيل الجديد من الكتاب الشباب عن تلك التي طبعت إنتاجات جيل الرواد، فيقر بكاري أنه “إن شئنا التحقيب، فإن الروايات المغربية الأولى كانت تجارب محاكاة لما يقوم به المشارقة والغرب في الكتابة وإعادة إنتاجها، وهذا الأمر لم يعبر عن ثقافة مغربية أصيلة، أما المرحلة الثانية في مسار تطور الرواية المغربية فقد تميزت بنوع من الاحتكاك والمقارنة بين ما هو مشرقي وما هو مغربي، أما الطرح الجديد والذي يسير فيه العديد من الروائيين في يومنا هذا هو أننا لسنا في حاجة أصلا إلى مثال، ولسنا بحاجة إلى ‘صنم’ حتى نقارن أنفسنا به لكون مجال الأدب والكتابة لا يقبل تكريس هذا الأمر”.
ويشدد على أن التجربة الروائية المغربية اليوم تلتفت إلى أشياء أخرى تشكل جزءا أصيلا من الثقافة المغربية، كالمكون الإفريقي الذي نادرا ما يتم التطرق إليه في التجارب الروائية “في حين أننا كمغاربة فسيفساء جميلة بمكوناتها العربية والأمازيغية والحسانية والعبرية والتي تستحق أن نحتفي بها في كتاباتنا الأدبية”.
وعمّا يحول دون وصول الرواية المغربية إلى العالمية، يجيب بكاري “أعتقد أن الرواية المغربية يخونها حظ الترجمة، وهذه قناعة راسخة لدي، فالكثير من الأعمال المغربية تستحق أن تترجم، والأكيد أنها إذا ترجمت فإنها ستنال مجدا كبيرا، بدليل أن بعض الأعمال المكتوبة بلغات أخرى، كالفرنسية والإنجليزية نالت جوائز عالمية وحصلت على مجد أدبي عالمي”.
ويضيف “أقول إن قنوات الترجمة والقائمين على هذه العملية، وهذا حديث ذو شجون، يعد أمرا أساسيا من أجل إيصال الأعمال الروائية إلى القراء من مختلف مناطق العالم، وأنا تلقيت مجموعة من العروض من مترجمين لكني أعتبر أن تقديم العمل للذي لن يحسن التعامل معه فيه نوع من المجازفة”.