صدر عن دار أبعاد للطباعة والنشر والتوزيع، كتاب " منبر تحولات" لـ منصور عازار، والكتاب من القياس المتوسط يقع في 336 صفحة، قدم للكتاب الكاتب حسن حماده الذي نقطتف من مقدمته عن منصور عازار بضع كلماته التي جاءت في الغلاف الأخير لكتاب " منبر تحولات".
درجت العادة على جمع "الأعمال الكاملة"، أو "الآثار الكاملة"، لرجال الفكر، أو للكتّاب أدباً أو شعراً أو صحافة. غير أن هذا الأمر لا ينطبق على نتاج الأمين منصور عازار الذي انتقل وهو في عزِّ الإنتاج الفكري، وهو الشاب التسعيني الذي لم يتوقف عطاؤه الفكري، عن البحث، عن التفسير، عن الاجتهاد، وهو في قلب المسيرة، فكان من البديهي أن تكون أعماله المكتوبة "غير كاملة".
هذه الحقيقة يشعر بها، يتلمّسها، قارئ كتابات الأمين منصور، حتى ليتأكد بأن ما زال عنده فيضٌ مما لم يكتبه بعد، إذ من فرادته أنّه في حال تفاعلٍ مستمرٍّ مع نتاج الآخرين. هنا بالذات لابدّ من التوقف عند تجارب عدّة أطلقها هو، وكان من الممكن لو حالفه القدرُ أن يطلق غيرها أيضاً.
فمن مواكبته لمسيرةِ النهضة، شرحاً وتفسيراً ونقداً، مع إطلالات على الزمن المعاصر وما يحمله من جديد، ومن مستجدّاتٍ بإيجابياتها وسلبيّاتها. إلى إصداره في باريس لـمجلة "المنبر"، التي أصبحت بحق مجلة الاغتراب اللبناني. وتجسيداً حقيقياً، لما يُطلق عليه بـ "حوار الثقافات".
انتقالاً إلى تجربته الغنية ومشاركة الأمين منصور في "تحوّلات". إنها المشاركة في صحيفةٍ تقوم برأس مالٍ معنوي، غير ماديّ، وتغتني بفرادتها وجرأتها وصدقها في الدفاع عن القيم القومية – الاجتماعية والإنسانية التي يزهو بها الفكر النهضوي التحرّري التحديثي الذي أطلقه الفيلسوف السوري القائل "إن أزمنة مليئةً بالمحن والصعاب تمرُّ على الأمم الحيّة، فلا يكون لها إنقاذٌ منها إلاّ بالبطولةِ المؤمنةِ المؤيدةِ بصحّةِ العقيدة".
بالإضافة إلى تحويل الأمين منصور منزله الرحب المضياف في بيت شباب إلى منتدى ثقافي يشهد دوراتٍ من الصراع الفكري والطروحات الثقافية والسياسيّةِ المتحررةِ من كل قيد.
ويزداد الشاب التسعيني تألقاً وعطاءً، ويزداد شباباَ ونبضاً، ويزداد همّاً وتفاؤلاً وقلقاً وعطاءً وتجدّداً، ويزداد لطفاً وتهذيباً ويفيض حباً وإرادة.