أرحب بكم وأشكر حضوركم في هذه الندوة التي نقيمها حول أدب سعيد تقي الدين وجهاده لمناسبة مرور نصف قرن على رحيله وصدور كتاب "جامعة بعقلين الأميركية".
يتحدث في هذه الندوة الدكتور حسن حماده ومؤلف الكتاب الأستاذ جان داية ويديرها الأستاذ سركيس أبوزيد صاحب ورئيس تحرير مجلة تحولات.
عرفت سعيد الخالد بيننا: لأن كل رجل عظيم لا ينتهي بمأتم، في الخمسينات من القرن الماضي ورافقت نشاطه ونضاله، وفي العام 1958 حيث كانت الأحداث المعروفة قد عصفت في بلدنا، انتقل سعيد إلى منزلي، هذا المنزل بالذات الذي نجتمع فيه الليلة وكانت آلامه النفسية على درجة عالية وبعدها انتقل إلى بيروت حيث باع كل ما عنده من أغراض حتى بيانو ابنته الوحيدة وخصصنا بشير عبيد وأنا بربطات العنق التي كان قليلاً ما يستعملها قائلاً: هذه كل ما تبقى من أغراضي.
كانت آلام الدنيا مجتمعة في كيانه تلك الهنيهة الفاصلة من حياته وغادرنا سعيد إلى عالم الاغتراب من جديد حيث فاضت روحه هناك تاركاً لنا إنتاجه الفكري والأدبي غذاءاً لأجيال هذا الوطن الذي أحبه سعيد وبذل كل ما عنده في سبيله من أجل أن يعي حقيقته ويدافع عن حقه.
تقمص سعيد بجان داية وكتابه هذا "جامعة بعقلين الأميركية"، هو الرابع والعشرين والحبل على الجرار، ومع كتابه هذا الموجود امامكم لتوقيعه هناك هدية، وهو كتاب عن سعيد تقي الدين اشترك في تأليفه مجموعة من الأدباء أمثال: أمين نخلة – سعيد عقل – وخليل رامز سركيس – وآخرين.